الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَالَ ٱللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيۡكُمۡۖ فَمَن يَكۡفُرۡ بَعۡدُ مِنكُمۡ فَإِنِّيٓ أُعَذِّبُهُۥ عَذَابٗا لَّآ أُعَذِّبُهُۥٓ أَحَدٗا مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (115)

قال : { إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ } ، ثم شَرَطَ عليهم سبحانه شرْطَهُ المتعارَفَ في الأمم ، أنه مَنْ كَفَر بعد آية الاقتراح ، عُذِّب أشدَّ عذابٍ ، والجمهور أنَّ المائدة نزلَتْ كما أخبر اللَّه سبحانه ، واختلفوا في كيفيَّة ذلك ، فقال أبو عبد الرحمن السُّلَمي : نزلَتِ المائدةُ خُبْزاً وسَمَكاً ، وقال عطية : المائدةُ سمكَةٌ فيها طَعْمُ كُلِّ طعامٍ ، وقال ابنُ عبَّاس : نزل خُوَانٌ عليه خْبُزٍ وسَمَكٌ ، يأكلون منه أينما نَزَلُوا ، إذا شاؤوا ، وقال عمَّار بن ياسر : سألوا عيسى مائدةً يكون عليها طعامٌ لا ينفَد ، فقيل لهم : إنها مقيمةٌ لكم ما لم تُخَبِّئُوا ، أو تخونُوا ، فإن فعلتم عُذِّبتم ، قال : فما مضى يومٌ ، حتى خَبَّئُوا وخانوا ، يعني : بني إسرائيل ، فمُسِخُوا قردةً ، وخنازيرَ ، وقال ميسرة : كانَتِ المائدة ، إذا وُضِعت لبني إسرائيل ، اختلفت عليهم الأيدِي بكلِّ طعامٍ ، إلا اللحم ، وأكثَرَ الناسُ في قصص المائدةِ ممَّا رأَيْتُ اختصاره ، لعدم سَنَده .