بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَـٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ} (18)

قوله تعالى : { إِنَّمَا يَعْمُرُ مساجد الله مَنْ ءامَنَ بالله } ، يعني : صدق بوحدانية الله تعالى . { واليوم الآخر } ، يعني : آمن بالبعث بعد الموت ، لأن عمارة المسجد بإقامة الجماعات ؛ وهم كانوا لا يقيمون الصلاة ، فلم يكن ذلك عمارة المسجد . فذلك قوله : { وأقام الصلاة } ، يعني : يداوم على الصلوات الخمس ، ويقيمها بركوعها وسجودها في مواقيتها ، { وآتى الزكاة } المفروضة ، { وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ الله } ؛ يعني : ولم يوحد إلا الله ولم يعبد غيره { فعسى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ المهتدين } ، يعني : أُولئك هم المهتدون لدينه ، ولهم ثواب أعمالهم .