قوله تعالى : { لَمْ يَكُنِ الذين كَفَرُواْ } وفي حرف ابن مسعودٍ : ( لَمْ يَكُنِ المُشْرِكُونَ وَأَهْلُ الكِتَابِ مُنْفَكِّينَ ) .
وقوله تعالى : { مُنْفَكِّينَ } معناه : مُنْفَصِلِينَ متفرقينَ ، تقول : انْفَكَّ الشيءُ عن الشيء ؛ إذا انفصلَ عنه ، وأمَّا انفك التي هي مِنْ أخواتِ «كَانَ » فلا مَدْخَلَ لَها هنا ، قال مجاهد وغيره : لَمْ يَكُونُوا مُنْفَكِّينَ عن الكفرِ والضلالِ حتى جَاءَتْهُم البينةُ ، وأوقَعَ المستقبلَ موقِعَ الماضي في ( تأتيهم ) ، والبيناتُ : محمَّد صلى الله عليه وسلم وشرْعُهُ ، قال الثعلبيُّ : و{ المشركين } يعني : من العربِ وهم عَبَدةُ الأوثانِ ، انتهى . وقال الفراء وغيره : لم يكونوا منفكِّينَ عَنْ معرفةِ صحةِ نبوةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم والتَّوَكُّفِ لأمره حتى جاءتهم البينةُ فَتَفَرَّقُوا عند ذلك ، ويتَّجِهُ في معنى الآيةِ قولٌ ثالثٌ بارعُ المعنى ؛ وذلك أَنْ يكونَ المرادُ : لَمْ يَكُنْ هؤلاءِ القومُ منفكينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَنَظَرِهِ لَهُمْ حَتَّى يبعثَ إليهمْ رَسُولاً ؛ تقومُ عليهم به الحجةُ ، وتتمُّ عَلى مَنْ آمن بهِ النعمةُ ، فكأَنَّه قَالَ : ما كانوا لِيُتْرَكُوا سُدًى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.