الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ} (5)

و{ حُنَفَاءَ } : جَمْعُ حنيفٍ وهو المستقيمُ ، وذِكْر الزكاةِ مَعَ ذِكْرِ بَنِي إسرائيل يُقَوِّي قَوْلَ من قَال : السورةُ مدنيةٌ ؛ لأنَّ الزكاةَ إنما فُرِضَتْ بالمدينةِ ، ولأَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم إنَّما دُفِعَ إلى مناقَضَةِ أهْلِ الكتَابِ بالمدينةِ ، وقرأ الجمهور : و{ ذلك دين القيمة } على معنى الجماعة والفِرْقَةِ القيمة ، وقال ( ص ) : قراءة الجمهور : و{ وذلك دين القيمة } على تقديرِ الأمَّةِ القَيِّمَةِ ؛ أي : المستقيمةِ أو الكتُب القيمةِ ، وقرأ عبد اللَّه : «وذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمَةُ » بتعريفِ الدِّينِ ورَفْعِ القيمة صفةً ، والهاءُ فيه للمبالغَةِ ، أو عَلى تأويلِ أنَّ الدِّينَ بمعنى الملَّة ، انتهى .