فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۖ وَلَا تُسۡـَٔلُ عَنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَحِيمِ} (119)

{ بالحق } بالدين الحق .

{ بشيرا } تخبر المؤمنون بما يسرهم فيرى أثر الاستبشار على وجوههم .

{ ونذيرا } تنذر وتحذر من كفر وفجر من سوء عاقبتهم .

{ ولا تسأل } ولا تؤاخذ .

{ عن أصحاب الجحيم } عن المعذبين في جهنم .

{ إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم } عن عطاء بن يسار قال لقيت عبد الله بن عمر بن العاص فقلت أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة فقال أجل إنه والله لموصوف في التوراة بصفته في القرآن : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسول سميتك المتوكل لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله فيفتح الله به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا { إنا أرسلناك بالحق } بالدين الذي لا أقبل سواه وبالقرآن الذي جعلته مصدقا لما سبق من كتبي ومهيمنا على التوراة والإنجيل . { بشيرا } تبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا { ونذيرا } تنذر من فجر وكفر شقوة وخزيا وجحيما وسعيرا { ولا تسأل عن أصحاب الجحيم } لن نسألك عن ضلال من ضل ما عليك من حسابه من شيء إنما عليك البلاغ وقد بلغت وأما من افترى علي الكذب وكذب بالصدق إذ جاءه فسوف يدعوا ثبورا ويقول { . . . يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما أغنى عنها مالية هلك عني سلطانية }{[428]} .


[428]:سورة الحاقة من الآية 25.والآيات: من 26إلى 29.