{ فليستجيبوا } فليطلبوا إجابتي أو فليجيبوا إلي إذا دعوتهم للإيمان . { يرشدون } يهتدون لما يصلحهم .
{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } روى الشيخان وغيرهما عن أبي موسى الأشعري قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فجعلنا لا نصعد شرفا ولا نهبط واديا إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير قال فدنا منا فقال ( يا أيها الناس اربعوا {[595]} على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا بصيرا إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله ) وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل ) قيل يا رسول الله وما الاستعجال قال ( يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء ) ؛ وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة بل وعند كل فطر كما روي عن عبد الله بن عمر وهو يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم { إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد }{[596]} مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن : قوله تعالى { فإني قريب } أي بالإجابة وقيل بالعلم وقيل قريب من أوليائي بالإفضال والإنعام . . فإن قيل فما للداعي{[597]} قد يدعو فلا يجاب ؟ فالجواب أن يعلم أن قوله الحق في الآيتين { أجيب } و . . { أستجب } لا يقتضي الاستجابة مطلقا . . وقال بعض العلماء أجيب إن شئت كما قال { . . . فيكشف ما تدعون إليه إن شاء . . }{[598]} فيكون هذا من باب المطلق والمقيد { لعلهم يرشدون } قال الهروي الرشد الهدى والاستقامة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.