الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُواْ بَقَرَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوٗاۖ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ} (67)

قوله : ( إِنَّ اللَّهَ يَامُرُكُمُ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ) [ 66 ] .

قالوا : إنما جاء الجواب بغير فاء لأنه تعالى إنما أذكرهم( {[2467]} ) هذا الذي كان ، فجعل " قالوا " كالجواب لقوله على انقطاع الكلام وتمامه( {[2468]} ) . فهو حكاية كانت( {[2469]} ) من كلامين : أحدهما جواب للآخر ، وليس أحدها محمولاً على الآخر . ولو أتى بالفاء لحسن . ولو قلت : " قُمْتُ قامَ زيْدٌ " ، لم يجز( {[2470]} ) إلا بالفاء ، لأنه كلام واحد ، الثاني محمول على الأول ، فلم يتصلا إلا بحرف فاء أو واو ، وليس مثل الآية( {[2471]} ) فافهمه( {[2472]} ) .

قوله : ( قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ ) [ 66 ] .

ذكر السدي أنه كان رجل من بني إسرائيل مكثراً من المال وله ابنة ، وله ابن أخ فقير من المال ، فخطب إليه ، فأبى أن يزوجه ، فعمل على قتله ، وقال : والله لأقتلن عمي ولآخذن ماله ، ولأنكحن ابنته ، ولآكلن ديته . فلما قتله ليلاً جعله في بعض السكك وأصبح يطلب عمه ، فوجد أهل ذلك الموضع قياماً عليه فأخذهم وقال : قتلتم عمي فأدوا ديته وجعل يبكي [ فرفعهم إلى موسى صلى الله عليه وسلم ]( {[2473]} ) فقضى عليهم بالدية ، فقالوا : يا نبي الله ادع لنا ربك يبين لنا( {[2474]} ) مَن( {[2475]} ) صاحبه . فقال : اذبحوا بقرة . فقالوا : نحن نسألك عن القتيل ، وأنت تأمرنا بذبح البقرة أتهزأ بنا ؟ فقال : أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين " ( {[2476]} ) .

قال ابن عباس : " فلو اعترضوا بقرة ما ، فذبحوها لأجزأت( {[2477]} ) عنهم ، ولكنهم شددوا فشدد( {[2478]} ) الله عليهم " ( {[2479]} ) .

وقيل( {[2480]} ) : [ إنه أخو المقتول كان ]( {[2481]} ) .

وقيل : كانوا جماعة ورثة استبطوا موته ليرثوه فقتلوه( {[2482]} ) .

وقال مقاتل : " كان القاتلان اثنين قتلا ابن عم لهما وطرحاه بين قريتين ، فطولب أهل القريتين بالدية فحلفوا( {[2483]} ) أنهم ما قتلوه " ( {[2484]} ) .


[2467]:- في ع2، ع3: ذكرهم.
[2468]:- في ع2: تمامها. وانظر: هذه المسألة في القطع والإئتناف 145.
[2469]:- سقط من ع2، ع3.
[2470]:- في ق: يخبر. وهو تحريف.
[2471]:- في ع2: الذي. وهو تحريف.
[2472]:- انظر: هذا التوجيه في معاني الفراء 1/183، وجامع البيان 2/43-44.
[2473]:- في ع3: فرفع إلى موسى صلى الله عليه.
[2474]:- سقط من ع3.
[2475]:- في ع2: ما.
[2476]:- انظر: جامع البيان 2/185-186، وتفسير ابن كثير 1/109.
[2477]:- سقط من ق. وفي ع1، ح، ع3: لأجزت.
[2478]:- في ق، ع3: فشد.
[2479]:- انظر: جامع البيان 2/186، والمحرر الوجيز 1/256، وتفسير ابن كثير 1/109.
[2480]:- في ع3: قال. وانظر: هذا القول في جامع البيان 2/188.
[2481]:- في ع2: إنهم المقتول. وفي ع3: إنه أخا المقتول كان.
[2482]:- انظر: جامع البيان 2/188.
[2483]:- في ق: فحقلوا. وهو تحريف.
[2484]:- انظر: المحرر الوجيز 1/254.