فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوۡجٞ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ فَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞۚ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَّا كُلُّ خَتَّارٖ كَفُورٖ} (32)

{ غشيهم } غطاهم .

{ كالظلل } جمع ظلة ، وهو ما يظل ويستر .

{ مقتصد } سالك القصد ، وهو الطريق المستقيم ، وأصله : استقامة الطريق .

{ ختار } غدار أشد الغدر .

{ كفور } ممعن في الكفر .

{ وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين } فإذا ركبوا البحر وجرت بهم السفينة هادئة فرحوا ، فإذا فاجأتهم الريح العاصف وجاءهم الموج من كل مكان وغطاهم كأنه سحاب ، وظنوا أنهم أحيط بهم ) . . دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين( {[3473]} ) . . تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين( {[3474]} ، { فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد } فلما كشف الله تعالى ضرهم ، وأمن خوفهم ، فرج كربهم ، فمنهم سالك القصد ، والطريق المستقيم ، موف بعهد الله العلي العظيم ، ، ومنهم من ينقض وينكث ، ويغدر بعهد عاهد عليه ربه حين مسه الضر ، بدليل قول الله سبحانه : { وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور } هم يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ، فهم أشد الناس غدرا ، وأقبحهم فجورا وكفورا ، إذ بالغ في كفران نعم الله .


[3473]:سورة يونس. من الآية 22.
[3474]:سورة الأنعام. من الآية 63.