فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَلِذَٰلِكَ فَٱدۡعُۖ وَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡۖ وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَٰبٖۖ وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡۖ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡۖ لَا حُجَّةَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ} (15)

{ فلذلك فادع }

فإلى ما عهدت به إلى كل الأنبياء- من إقامة الدين وعدم الاختلاف والتنازع فيه- فادع الناس يا محمد .

{ واستقم كما أمرت }

واستقم على دعوة العباد إلى القرآن ، واستدم واثبت على تبليغ الرسالة .

{ ولا تتبع أهواءهم }

لا تبال بالمخالفين ، ولا تطع المكذبين ، فبودهم لو لنت في دعوتك فيلينون ، .

{ وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب }

أعلمهم أن الدين الذي ارتضيته لا يقبل إلا ممن آمن بكل ما أنزل الله ، وأنك مؤمن بها جميعا .

{ وأمرت لأعدل بينكم }

في التبليغ والحكم . قال بعض المفسرين : لأسوي بيني وبينكم ، ولا آمركم بما لا أعلمه ، ولا أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ، ولا أفرق بين أصاغركم وأكابركم في إجراء حكم الله عز وجل . . أ ه

{ الله ربنا وربكم } .

الله خالقنا وخالقكم ، ومالك الأمر جميعا ؛ أو خالق الكل ومتولي أمره ؛ فليس المراد خصوص المتكلم والمخاطب .

{ لنا أعمالنا ولكم أعمالكم } .

جزاءنا على أعمالنا عاقبته تؤول إلينا وسنوفاه حسنا أو سوءا ، وأعمالكم لن يتجاوزكم جزاؤها ، فلن نُسأل عما أجرمتم ولن تسألوا عما فعلنا .

{ لا حجة بيننا وبينكم } .

لم تعد تفيدكم الحجة ، ولا ينفع البرهان ، بعد أن خالفتم الحق مكابرة وعنادا ، وجحودا وبغيا واستكبارا .

{ الله يجمع بيننا وإليه المصير( 15 ) } .

يوم النشور والحشر والحساب يقضي الله بيننا ، ويحكم في مصيرنا ، ويجازي كلا بما كان منه .