فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَكَتَبۡنَا عَلَيۡهِمۡ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفۡسَ بِٱلنَّفۡسِ وَٱلۡعَيۡنَ بِٱلۡعَيۡنِ وَٱلۡأَنفَ بِٱلۡأَنفِ وَٱلۡأُذُنَ بِٱلۡأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلۡجُرُوحَ قِصَاصٞۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِۦ فَهُوَ كَفَّارَةٞ لَّهُۥۚ وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (45)

{ كتبنا } قضينا وشرعنا .

{ كتبنا } فرضنا

{ النفس بالنفس } تقتص النفس وتقتل إذا قتلت نفسا بغير حق .

{ العين بالعين } وتقلع العين مقابل قلع عين ظلما ، وتفقأ .

{ والجروح قصاص } تقتص الجراح بالجراح .

{ فمن تصدق به فهو كفارة له } فمن عفا عنه وتصدق عليه فهو كفارة للجارح .

{ وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص } عن ابن عباس : تقتل النفس بالنفس ، وتفقأ العين بالعين ، ويقطع الأنف بالأنف ، وتنزع السن بالسن ، وتقتص الجراح بالجراح ؛ ( وهذا إخبار من الله تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن اليهود ، وتعزية منه له عن كفر من كفر منهم به ، بعد إقراره بنبوته ، وإدباره عنه بعد إقباله ، وتعريف منه له جراءتهم قديما وحديثا على ربهم وعلى رسل ربهم ، وتقدمهم على كتاب الله بالتحريف والتبديل ) ( {[1764]} ) ؛ { فمن تصدق به فهو كفارة له } نقل مجاهد عن ابن عباس : كان على بني إسرائيل القصاص في القتلى ، ليس بينهم دية في نفس ولا جرح ، قال : وذلك قول الله تعالى ذكره : { وكتبنا عليهم فيها } في التوراة ، فخفف الله عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فجعل عليهم الدية في النفس والجراح ، وذلك تخفيف من ربكم ورحمة ، فمن تصدق به فهو كفارة له ؛ وربما يكون المراد : مَن تصدق من المستحقين للقصاص بالقصاص ، بأن عفا عن الجاني ، فهو كفارة للمتصدق يكفر الله عنه بها ذنوبه ؛ { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون } المتجاوزون الحد ، البالغون أقصى غايات الظلم والبغي .


[1764]:ما بين العلامتين ( ) من جامع البيان.