الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{يَوۡمَئِذٖ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوۡ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضُ وَلَا يَكۡتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثٗا} (42)

{ لَوْ تسوى بِهِمُ الأرض } لو يدفنون فتسوى بهم الأرض كما تسوى بالموتى . وقيل : يودّون أنهم لم يبعثوا وأنهم كانوا والأرض سواء وقيل : تصير البهائم تراباً ، فيودّون حالها { وَلاَ يَكْتُمُونَ الله حَدِيثاً } ولا يقدرون على كتمانه لأن جوارحهم تشهد عليهم . وقيل الواو للحال ، أي يودون أن يدفنوا تحت الأرض وأنهم لا يكتمون الله حديثاً . ولا يكذبون في قولهم : { والله ربنا ما كنا مشركين } [ الأنعام : 23 ] ، لأنهم إذا قالوا ذلك وجحدوا شركهم ، ختم الله على أفواههم عند ذلك ، وتكلمت أيديهم وأرجلهم بتكذيبهم والشهادة عليهم بالشرك فلشدة الأمر عليهم يتمنون أن تسوى بهم الأرض : وقرىء : «تسوى » ، بحذف التاء من تتسوى . يقال : سويته فتسوّى نحو : لويته فتلوى . وتسوى بإدغام التاء في السين ، كقوله : { يسمعون } [ الصافات : 8 ] ، وماضيه أسوى كأزكى .