فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَوۡمَئِذٖ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوۡ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضُ وَلَا يَكۡتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثٗا} (42)

{ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الذين كَفَرُوا وَعَصوا الرسول لَوْ تسوى بِهِمُ الارض } قرأ نافع ، وابن عامر " تسوى " بفتح التاء ، وتشديد السين ، وقرأ حمزة ، والكسائي بفتح التاء ، وتخفيف السين ، وقرأ الباقون بضم التاء ، وتخفيف السين . والمعنى على القراءة الأولى والثانية : أن الأرض هي التي تسوّى بهم ، أي : أنهم تمنوا لو انفتحت لهم الأرض ، فساخوا فيها ، وقيل الباء في قوله : { بِهِمُ } بمعنى على ، أي : تسوّى عليهم الأرض . وعلى القراءة الثالثة الفعل مبنيّ للمفعول ، أي : لو سوّى الله بهم الأرض ، فيجعلهم والأرض سواء حتى لا يبعثوا .

قوله : { وَلاَ يَكْتُمُونَ الله حَدِيثاً } عطف على { يَوَدُّ } أي : يومئذ يودّ الذين كفروا ، ويومئذ لا يكتمون الله حديثاً ، ولا يقدرون على ذلك . قال الزجاج : قال بعضهم { لا يَكْتُمُونَ الله حَدِيثاً } مستأنف ؛ لأن ما عملوه ظاهر عند الله لا يقدرون على كتمانه . وقال بعضهم : هو معطوف . والمعنى : يودّون أن الأرض سوّيت بهم وأنهم لم يكتموا الله حديثاً ؛ لأنه ظهر كذبهم .

/خ42