معاني القرآن للفراء - الفراء  
{يَوۡمَئِذٖ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوۡ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضُ وَلَا يَكۡتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثٗا} (42)

وقوله : { يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ . . . }

( وتسوى ) ومعناه : لو يسوون بالتراب . وإنما تمنّوا ذلك لأن الوحوش وسائر الدواب يوم القيامة يقال لها : كونى ترابا ، ثم يحيا أهل الجنة ، فإذا رأي ذلك الكافرون قال بعضهم لبعض : تعالوا فلنقل إذا سئلنا : والله ما كنا مشركين ، فإذا سئِلوا فقالوها ختِم على أفواههم وأذِن لجوارحهم فشهدت عليهم . فهنالك يودّون أنهم كانوا ترابا ولم يكتموا الله حديثا . فكتمان الحديث ههنا في التمني . ويقال : إنما المعنى : يومئذ لا يكتمون الله حديثا ويودون لو تسوى بهم الأرض .