الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبۡعَثَنَّ عَلَيۡهِمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَن يَسُومُهُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ} (167)

{ تَأَذَّنَ رَبُّكَ } عزم ربك ، وهو تفعل من الإيذان وهو الإعلام ؛ لأنّ العازم على الأمر يحدّت نفسه به ويؤذنها بفعله ، وأجرى مجرى فعل القسم ، كعلم الله ، وشهد الله . ولذلك أجيب بما يجاب به القسم وهو قوله : { لَيَبْعَثَنَّ } والمعنى : وإذ حتم ربك وكتب على نفسه ليبعثنَّ على اليهود { إلى يَوْمِ القيامة مَن يَسُومُهُمْ سُوء العذاب } فكانوا يؤدّون الجزية إلى المجوس ، إلى أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم فضربها عليهم ، فلا تزال مضروبة عليهم إلى آخر الدهر . ومعنى ليبعثن عليهم ليسلطنّ عليهم ، كقوله : { بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد } [ الإسراء : 5 ]