الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبۡعَثَنَّ عَلَيۡهِمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَن يَسُومُهُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ} (167)

{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ } أذّن وأعلم ربّك مثل قولهم تعلم بمعنى أعلم . وأنشد المبرّد :

تعلم أن خير الناس حي *** ينادي في شعارهم يسار

وقال زهير :

فقلت تعلم أن للصيد غرّة *** فان لا تضيعها فإنّك قاتله

وقال ابن عباس : ( تأذن ربّك ) قال ربّك ، وقال مجاهد : أمر ربّك ، وقال عطاء : حتم ، وقال أبو عبيد : أخبر ، وقال قطرب : وعد .

{ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ } هم اليهود بعث الله عليهم محمداً وأمته يقاتلونهم حتّى يسلموا أو يعطوا الجزية ، وقال سعيد بن جبير : هم أهل الكتاب بعث الله عليهم العرب يجبونهم الخراج إلى يوم القيامة فهو سوء العذاب ولم يجب نبي قط الخراج إلاّ موسى ( عليه السلام ) فهو أول من وضع الخراج فجباه ثلاث عشرة سنة ثمّ أمسك