تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (29)

{ هو الذي خلق لكم } سخر لكم { ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء } قال محمد : يعني أقبل على خلق السماء كذلك جاء عن الحسن{[29]} .

يحيى : وحدثنا عثمان ، أن رجلا سأل ابن عباس عن قوله تعالى : { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات } [ البقرة : 29 ] وعن قوله عز ذكره : { أأنتم أشد خلقا } إلى قوله : { والأرض بعد ذلك دحاها } [ النازعات : 27 -30 ] فقال : إنه كان خلق الأرض ، ثم خلق السماوات ، ثم عاد ، فحدا الأرض ، وخلق فيها جبالها وأنهارها وأشجارها ومرعاها{[30]} .


[29]:وهو صحيح، لأن الإقبال هو القصد إلى خلق السماء والقصد هو الإرادة، وذلك جائز في صفات الله. انظر: تفسير القرطبي (1/218).
[30]:أخرجه البخاري معلقا في التفسير (8/417 – 418) سورة السجدة، وعبد الرزاق في تفسيره (1/160 – 162) الطبراني في الكبير (10/245 – 246 ح 10594).