تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلَا تَقُولُواْ لِمَنۡ أَلۡقَىٰٓ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنٗا تَبۡتَغُونَ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فَعِندَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٞۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ فَتَبَيَّنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا} (94)

{ يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله } الآية ، تفسير قتادة : هذا في شأن مرداس رجل من غطفان ؛ ذكر لنا أن نبي الله بعث جيشا عليهم غالب الليثي إلى أهل فدك ، وفيها ناس من غطفان ، وكان مرداس منهم ففر أصحابه ، وقال لهم مرداس : إني مؤمن وإني غير متابعكم ، فصبحته الخيل غدوة ، فلما لقوه سلم عليهم ، فدعاه أصحاب نبي الله ؛ فقتلوه ، وأخذوا ما كان معه من متاع ، فأنزل الله : { يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا } لأن تحية المؤمنين السلام ، بها يتعارفون ، ويلقى بعضهم بعضا{[278]} { تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة } يعطيكموها { كذلك كنتم من قبل } أي ضلالا { فمن الله عليكم } بالإسلام . قال محمد : ومن قرأ { لمن ألقى إليكم السلام } فالمعنى : استسلم لكم .


[278]:أخرجه الطبري في تفسيره (4/225، ح 10225).