التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلَا تَقُولُواْ لِمَنۡ أَلۡقَىٰٓ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنٗا تَبۡتَغُونَ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فَعِندَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٞۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ فَتَبَيَّنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا} (94)

قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا . . . ) إلى قوله ( إن الله كان بما تعملون خبيرا )

قال أحمد : ثنا يعقوب ثنا أبي عن ( محمد بن ) إسحاق حدثني يزيد بن عبد الله ابن قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي ومحلم بن جثامة بن قيس فخرجنا حتى إذا كنا ببطن أضم مر بنا عامر الأشجعي على قعود له متيع ووطب من لبن فلما مر بنا سلم علينا فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله بشيء كان بينه وبينه وأخذ بعيره ومتيعه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا ) .

( المسند 6/11 ) ، وأخرجه الطبري في ( تفسيره رقم 10213 ، 10212 ) ، وغيرهما . قال الهيثمي : رجاله ثقات ( مجمع الزوائد 7/7 ) . وقال د . حكمت بشير : إسناده حسن ( مرويات الإمام أحمد 1/386 ) .

قال البخاري : حدثني علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ) . قال : قال ابن عباس : كان رجل في غنيمة له ، فلحقه المسلمون . فقال : السلام عليكم ، فقتلوه وأخذوا غنيمته ، فأنزل الله في ذلك إلى قوله ( عرض الحياة الدنيا ) تلك الغنيمة . قال : قرأ ابن عباس : ( السلام ) .

( الصحيح 8/107ح4591- ك التفسير ، سورة النساء ، ب ( الآية } ، ( صحيح مسلم ، 4/2319 - ك التفسير ) .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا إبراهيم بن عتيق الدمشقي ، ثنا مروان يعني ابن محمد الطاطري ، ثنا ابن لهيعة حدثني أبو الزبير ، عن جابر قال : أنزلت هذه الآية : ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ) في مرداس .

( التفسير ح 3932- سورة النساء ، آية 94 ) . وحسنه الحافظ ابن حجر ( فتح الباري 8/107 ) وله شاهد في البخاري ( 8/107ح4591 ) من حديث ابن عباس ، دون تسمية صاحب القصة ) .

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : حرم الله على المؤمنين أن يقولوا لمن شهد أن لا إله إلا الله : ( لست مؤمنا ) ، كما حرم عليهم الميتة ، فهو آمن على ماله ودمه ، لا تردوا عليه قوله .

قوله تعالى ( كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا )

قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، ثنا وكيع ، عن سفيان عن حبيب بن أبى عمرة ، عن سعيد بن جبير : ( فمن الله عليكم ) فأظهر الإسلام .

قال ابن أبى حاتم حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، ثنا وكيع ، عن سفيان عن حبيب بن أبى عمرة ، عن سعيد بن جبير قوله : ( فتبينوا ) قال : وعيد من الله مرتين ( إن الله كان بما تعملون خبيرا ) .