تفسير الأعقم - الأعقم  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلَا تَقُولُواْ لِمَنۡ أَلۡقَىٰٓ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنٗا تَبۡتَغُونَ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فَعِندَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٞۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ فَتَبَيَّنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا} (94)

{ يأيها الذين امنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا } " الآية نزلت في رجل من أهل فدك اسلم لم يسلم من قومه غيره لقيته سرية لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومعه غنيمات له فقال : السلام عليكم لا إله إلا الله محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنا مسلم ، فبدر اليه بعضهم فقتله ، فلما اخبروا بذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " لم قتلته وقد أسلم ؟ " قال : انما قالها متعوداً ، فقال : " هل شققت عن قلبه ؟ " ثم حمل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ديّته الى اهله ورد عليهم غنمه واختلفوا في اسم القاتل فقيل : هو أسامة ، قال أسامة يا رسول الله استغفر لي قال : " فكيف بلا إله إلا الله " قال أسامة : فما زال يعيدها حتى وددت اني لم أكن اسلمت إلا يومئذ ثم استغفر لي وقال اعتق رقبة " رواه في الكشاف ، وأما الذي رواه شهاب الذين أحمد بن مفضل رحمه الله وذكره في الحاكم " وروي أيضاً في النزول أن اسم القاتل يحكم وكان بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيمن بعث فلقيه عامر بن الاصبط فحياه بتحية الاسلام وكان بينهما احنّة فرماه بسهم فقتله فلما جاء الى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جلس بين يديه فقال له ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا غفر الله لك " وما مضت ساعة حتى مات ودفنوه فلفظته الأرض فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ان الارض تقبل من هو شر منه ولكن الله اراد أن يعظم حرمتكم " فلما نزلت الآية حلف أسامة لا يقتل رجلاً قال لا إله إلا الله { تبتغون عرض الحياة الدنيا } تطلبون الغنيمة التي هي حطام سريع النفاد فهو الذي يدعوكم الى ترك التثبيت { فعند الله مغانم كثيرة } تغتنم عن قتل رجل يظهر الاسلام { كذلك كنتم من قبل } أول ما دخلتم الإِسلام سمعت منكم كلمة الشهادة فحقنت دماؤكم وأموالكم { فمنّ الله عليكم } بالاستقامة والاشهار بالإِيمان والتقدم وإن صبرتُم على ما فيه فعليكم أن تفعلوا بالداخلين في الاسلام كما فعل بكم وأن تعتبروا ظاهر الاسلام