تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ} (55)

{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا } الآية . قال الكلبي : بلغنا أن عبد الله بن سلام ورهطا من مسلمي أهل الكتاب أتوا النبي عند صلاة الظهر فقالوا : يا رسول الله ، بيوتنا قاصية ولا نجد متحدثا دون المسجد وإن قومنا لما رأونا أننا قد صدقنا الله ورسوله وتركناهم ودينهم أظهروا لنا العداوة ؛ وأقسموا ألا يخالطونا ولا يجالسونا فشق ذلك علينا .

فبينما هم ( كذلك ) يشكون ذلك إلى النبي إذ نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم فلما اقترأها رسول الله قالوا : رضينا بالله وبرسوله والمؤمنين أولياء ؛ وأذن بلال بالصلاة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بين قائم وراكع وساجد ، وإذا هو بمسكين يسأل ، فدعاه رسول الله ؛ فقال له : " هل أعطاك أحد شيئا ؟ " قال : نعم ، قال : " ماذا ؟ " قال : خاتم من فضة قال : " من أعطاكه ؟ " قال : ذلك الرجل القائم ، فإذا هو علي . قال : " على أي حال أعطاكه ؟ " قال أعطانيه وهو راكع ( فزعموا أن ) رسول الله كبر عند ذلك " {[302]} .


[302]:عزاه الحافظ السيوطي لابن مردويه انظر: الدار المنثور (2/322/323).