النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ} (55)

قوله تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا . . . } الآية ، وفي هذه الآية قولان :

أحدهما : أنها نزلت في عبد الله بن سلام ومن أسلم معه من أصحابه حين شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أظهره اليهود من عداوتهم لهم ، قاله الكلبي .

والثاني : أنها نزلت في عُبادة بن الصامت حين تبرأ من حلف اليهود وقال : أتولى الله ورسوله .

وفي قوله تعالى : { الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } قولان :

أحدهما : أنه علي ، تصدق وهو راكع ، قاله مجاهد .

والثاني : أنها عامة في جميع المؤمنين ، قاله الحسن ، والسدي .

وفي قوله : { وَهُمْ رَاكِعُونَ } ثلاثة أوجه :

أحدها : أنهم فعلوا ذلك في ركوعهم .

والثاني : أنها نزلت فيهم وهم في ركوعهم .

والثالث : أنه أراد بالركوع التنفل ، وبإقامة الصلاة الفرض من قولهم فلان يركع إذا انتفل بالصلاة .