جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ} (55)

{ إنما{[1275]} وليُّكم الله ورسوله والذين آمنوا } أي : ليس اليهود بأوليائكم بل ولايتكم راجعة إلى الله ورسوله والمؤمنين { الذين يقيمون الصلاة } بدل من الذين آمنوا أو مرفوع ، أو منصوب على المدح{[1276]} { ويؤتون الزكاة وهم راكعون } متخشعون في صلاتهم وزكاتهم ، أو حال من الذين بمعنى أنهم دائمون للركوع أي لصلاة التطوع أو حال من فاعل يؤتون ، فإن عليا رضي الله عنه أعطى خاتمة في ركوعه لسائل{[1277]} فنزلت { ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا } .


[1275]:لم يقل أولياء إشارة إلى أن المجموع في حكم واحد وإلى التنبيه على أن الولاية على الأصالة لله تعالى وللباقين تبع، ولأن الولي بزنة فعيل فيستوي فيه التثنية والجمع والواحد كما صرح بمثل ذلك الزمخشري في قوله تعالى: (وما قوم لوط منكم ببعيد) (هود: 89)/12 وجيز.
[1276]:لا صفة لاشتراك الموصوفين في كونهما وصفين، والوصف لا يوصف إلا إذا جرى مجرى الاسم كالمؤمن مثلا بخلاف الذين آمنوا، فإنه في معنى الحدوث/12 وجيز
[1277]:كما رواه ابن جرير وابن مردويه بروايات مختلفات [ذكره ابن كثير في (تفسيره) (2/72) وقال: (وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها) وذكرها السيوطي في (الدر المنثور) (2/519)]، وذكر بلفظ الجمع تحريضا على المبادرة إلى الصدقة فيدخل فيه كل من يبادر/12 وجيز.