الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ} (55)

قوله تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ . . . } [ المائدة :55 ] .

( إنما ) في هذه الآية حاصرةٌ ، وقرأ ابن مسعود : ( إنَّمَا مَوْلاَكُمُ اللَّهُ ) ، والزكاةُ هنا : لفظٌ عامٌّ للزكاةِ المفروضةِ ، والتطوُّعِ بالصدَقَةِ ، ولكلِّ أفعالِ البِرِّ ، إذ هي مُنَمِّيَةٌ للحسنات ، مطَهِّرة للمَرْءِ مِنْ دَنَسِ السيِّئات ، ثم وصفهم سبحانه بتَكْثير الركُوعِ ، وخُصَّ بالذكْر ، لكونه مِنْ أعظم أركان الصلاة ، وهي هيئَةُ تواضعٍ ، فعبَّر عن جميعِ الصلاَةِ ، كما قال سبحانه : { والركع السجود }[ البقرة :125 ] هذا هو الصحيحُ ، وهو تأويل الجمهورِ ، ولكن اتفق مع ذلك أنَّ عليَّ بْنَ أبي طالِبٍ ( رضي اللَّه عنه ) أعطى خاتَمَهُ ، وهو راكعٌ .

قال السُّدِّيُّ : وإن اتفَقَ ذلك لعليٍّ ، فالآية عامَّة في جميعِ المؤمنين .