تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَإِذَا رَأَوۡاْ تِجَٰرَةً أَوۡ لَهۡوًا ٱنفَضُّوٓاْ إِلَيۡهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ قُلۡ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ مِّنَ ٱللَّهۡوِ وَمِنَ ٱلتِّجَٰرَةِۚ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلرَّـٰزِقِينَ} (11)

{ وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما } تفسير الحسن : كانت عير تجيء إلى المدينة في الزمان مرة فجاءت يوم جمعة ، فانطلق الناس إليها فأنزل الله هذه الآية{[1392]} .

قال يحيى : وسمعت من يقول : التجارة : العير التي كانت تجيء واللهو : كان دحية الكلبي قدم في عير من الشام وكان رجلا جميلا ، كان جبريل يأتي النبي في صورته ، فقدمت عير ومعهم دحية والنبي يخطب يوم الجمعة فتسللوا ينظرون إلى العير وهي التجارة ، وينظرون إلى دحية الكلبي وهو اللهو ، لهوا بالنظر إلى وجهه وتركوا الجمعة .

قال قتادة : " أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يعدوا أنفسهم فإذا هم اثنا عشر رجلا وامرأة فقال : والذي نفسي بيده ، لو اتبع آخركم أولكم لالتهب الوادي عليكم نارا " {[1393]} . { قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين( 11 ) }{[1394]} .


[1392]:في سبب نزول هذه الآية انظر: صحيح البخاري في تفسير سورة الجمعة(6/63)، ومسلم (863) (2/590)، والفتح الرباني (18/305)، والطبري (28/69) والنكت (4/238)، وزاد المسير (8/369)، والدر المنثور(6/220)، واللباب (213).
[1393]:أورده السيوطي في "الدر" (6/245)، وعزاه لعبد بن حميد.
[1394]:انظر معاني ابن قتيبة (466)، والمجاز لأبي عبيدة (2/258)، ومعاني الزجاج (151)، وزاد المسير (8/269).