بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذَا رَأَوۡاْ تِجَٰرَةً أَوۡ لَهۡوًا ٱنفَضُّوٓاْ إِلَيۡهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ قُلۡ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ مِّنَ ٱللَّهۡوِ وَمِنَ ٱلتِّجَٰرَةِۚ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلرَّـٰزِقِينَ} (11)

ثم قال عز وجل : { وَإِذَا رَأَوْاْ تجارة أَوْ لَهْواً } ، قال مجاهد : اللهو هو الضرب بالطبل ، فنزلت الآية حين قدم دحية بن خليفة الكلبي . وروى سالم ، عن جابر قال : أقبلت عير ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن نصلي الجمعة ، فانفض الناس إليهم ، فما بقي غير اثني عشر رجلاً ، فنزلت الآية { وَإِذَا رَأَوْاْ تجارة أَوْ لَهْواً } . { انفضوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً } .

وروى معمر ، عن الحسن : أن أهل المدينة أصابهم جوع وغلاء سعر ، فقدمت عير والنبي صلى الله عليه وسلم قائم ، يخطب يوم الجمعة ، فسمعوا بها فخرجوا إليها ، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم . قال الله تعالى : وتركوك قائماً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «وَلَوْ اتَّبَعَ آخِرُهُمْ أَوَّلَهُمْ لالْتَهَبَ الْوَادِي عَلَيْهِمْ نَاراً » . قال معمر ، عن قتادة قال : لم يبق يومئذ معه إلا اثنا عشر رجلاً وامرأة ، ويقال : إن أهل المدينة كانوا إذا قدمت عير ، ضربوا بالطبل وخرج الناس ، فنزل { وَإِذَا رَأَوْاْ تجارة أَوْ لَهْواً انفضوا إِلَيْهَا } والمعنى خرجوا إليها ، يعني : إلى التجارة ، ويقال : { إِلَيْهَا } يعني : جملة ما رأوا من اللهو والتجارة . وتركوك قائماً على المنبر . { قُلْ مَا عِندَ الله خَيْرٌ مّنَ اللهو } يعني : ثواب الله تعالى خير من اللهو وَمِنَ التجارة { والله خَيْرُ الرزقين } وخير المعطين ؛ والله أعلم بالصواب ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم .