جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذَا رَأَوۡاْ تِجَٰرَةً أَوۡ لَهۡوًا ٱنفَضُّوٓاْ إِلَيۡهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ قُلۡ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ مِّنَ ٱللَّهۡوِ وَمِنَ ٱلتِّجَٰرَةِۚ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلرَّـٰزِقِينَ} (11)

{ وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها } نزلت حين قدمت عير المدينة أيام الغلاء والنبي عليه السلام يخطب فلما سمع الناس الطبل لقدومها انصرفوا إليها إلا اثني عشر رجلا ، قيل : تقديره إليها وإليه فحذف إليه للقرينة وقيل : أفرد التجارة لأنها المقصودة إذ المراد من اللهو طبل قدوم العير { وتركوك قائما{[5020]} } في الخطبة وكان ذلك في أوائل وجوب الجمعة حين كانت الصلاة قبل الخطبة مثل العيد كما روى أبو داود في كتاب المراسيل { قل ما عند الله } من الثواب { خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين } لمن توكل عليه ، فلا تتركوا ذكر الله في وقته .

والحمد لله حق حمده .


[5020]:اخرج ابن أبي شيبة عن طاوس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما وأبو بكر وعمر وعثمان، وإن أول من جلس مع المنبر معاوية بن أبي سفيان، وأخرج عن الشعبي قال: "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صعد المنبر يوم الجمعة استقبل الناس بوجهه فقال: السلام عليكم ويحمد الله ويثني ويقرأ سورة ثم يجلس ثم يقوم فيخطب ثم ينزل"، وكان أبو بكر وعمر يفعلانه/12 در منثور.