تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلرِّزۡقِۚ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزۡقِهِمۡ عَلَىٰ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَهُمۡ فِيهِ سَوَآءٌۚ أَفَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ} (71)

{ والله فضَّل بعضكم على بعض في الرزق } ، فرزقهم أكثر مما رزق مماليكهم ، وهم بشر مثلكم ، وإخوانكم ، فكان ينبغي أن تردوا فضل ما رزقتموه عليهم ، حتى تساووْا في الملبس والمطعم ، كما روي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " هم إخوانكم ، فاكسوهم مما تلبسون ، وأطعموهم مما تطعمون " . { أفبنعمة الله يجحدون } ، فجعل ذلك من جملة مجرد النعمة ، وقيل : هو مثل ضربه الله للذين جعلوا له شركاء فقال لهم : ساوَوْن بينكم وبين عبيدكم فيما أنعمت به عليكم ، ولاتجعلوا له فيه شرك ، ولا ترضون ذلك لأنفسكم ، فكيف رضيتم أن تجعلوا عبيدي لي شركاء ، وقيل : المعنى أن الموالي والمماليك أنا رازقهم جميعاً { فهم فيه } ، في رزقي { سواء } ، فلا تحسب الموالي أنهم يردون على مماليكهم من عبيدهم شيئاً من الرزق ، فإنما ذلك رزقي أجريه إليهم على أيديهم .