تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلرِّزۡقِۚ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزۡقِهِمۡ عَلَىٰ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَهُمۡ فِيهِ سَوَآءٌۚ أَفَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ} (71)

{ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق } ، يعني : جعل بعضكم أحرارا ، وبعضكم عبيدا ، فوسع على بعض الناس ، وقتر على بعض ، { فما الذين فضلوا } ، يعني : الرزق من الأموال ، { برآدي رزقهم } ، يقول : برادي أموالهم ، { على ما ملكت أيمانهم } ، يعني : عبيدهم ، يقول : أفيشركونهم وعبيدهم في أموالهم ، { فهم فيه سواء } ، فيكونون فيه سواء ، بأنهم قوم لا يعقلون شيئا ، { أفبنعمة الله يجحدون } [ آية :71 ] ، يعني ، ينكرون بأن الله يكون واحدا لا شريك له وهو رب هذه النعم ، يقول : كيف أشرك الملائكة وغيرهم في ملكي ، وأنتم لا ترضون الشركة من عبيدكم في أموال ، فكما لا تدخهلون عبيدكم في أموالكم ، فكذلك لا أدخل معي شريكا في ملكي ، وهم عبادي ، وذلك حين قال كفار مكة في إحرامهم : لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه ، وما ملك ، نظيرها في الروم : { ضرب لكم مثلا من أنفسكم . . . } [ الروم :28 ] إلى آخر الآية .