بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلرِّزۡقِۚ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزۡقِهِمۡ عَلَىٰ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَهُمۡ فِيهِ سَوَآءٌۚ أَفَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ} (71)

قوله : { والله فَضَّلَ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ فِى الرزق } ، أي : فضّل الموالي على العبيد في المال ، { فَمَا الذين فُضّلُواْ بِرَآدّي رِزْقِهِمْ على مَا مَلَكَتْ أيمانهم } ، أي : الموالي لا يرضون بدفع المال إلى المماليك ، { فَهُمْ فِيهِ سَوَآء } ، أي : لا ترضون لأنفسكم أن يكون عبيدكم معكم شركاء في أموالكم ، فكيف ترضون لله تعالى أن تصفوا له شريكاً في ملكه ، وصفاته ، وتصفوا له ولداً من عباده ؟ . وقال قتادة : هو الذي فضل في المال والولد لا يشرك عبيده في ماله . فقد رضيتم بذلك لله تعالى ، ولم ترضوا به لأنفسكم . وقال مجاهد : ضرب الله مثلاً للآلهة الباطلة مع الله تعالى . ويقال نزلت الآية في وفد نجران حين قالوا في عيسى عليه السلام ما قالوا .

ثم قال تعالى : { أَفَبِنِعْمَةِ الله يَجْحَدُونَ } ، يقول : بوحدانية الله تعالى تكفرون ، وترضون له ما لا ترضون لأنفسكم .