محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلرِّزۡقِۚ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزۡقِهِمۡ عَلَىٰ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَهُمۡ فِيهِ سَوَآءٌۚ أَفَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ} (71)

[ 71 ] { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون 71 } .

{ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق } أي : جعلكم متفاوتين فيه ، فرزقكم أفضل مما رزق مماليككم ، وهم بشر مثلكم ، { فما الذين فضلوا } ، أي : في الرزق ، وهم الملاك : { برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم } ، أي : بمعطيهم إياه ، { فهم فيه سواء } ، أي : فيستووا مع عبيدهم في الرزق .

والآية مثل ، ضرب للذين جعلوا له تعالى شركاء ، أي : أنتم لا تسوون بينكم وبين عبيدكم فيما أنعمت به عليكم . ولا تجعلونهم فيه شركاء . ولا ترضون ذلك لأنفسكم . فكيف رضيتم أن تجعلوا عبيدي لي شركاء في الإلهية والتعظيم ؟ كما قال في الأخرى{[5291]} : { ضرب لكم مثلا من أنفسكم ، هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم } الآية .

{ أفبنعمة الله يجحدون } ، أي : فيشركون معه غيره ، وهو المنعم عليهم . أو حيث أنكروا أمثال هذه الحجج البالغة بعد ما أنعم بها عليهم . فإنه لا نعمة على العالم أجل من إقامة الحجج ، وإيضاح السبل بإرسال الرسل .


[5291]:[30 / الروم / 28].