مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلرِّزۡقِۚ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزۡقِهِمۡ عَلَىٰ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَهُمۡ فِيهِ سَوَآءٌۚ أَفَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ} (71)

{ والله فَضَّلَ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ فِى الرزق } ، أي : جعلكم متفاوتين في الرزق ، فرزقكم أفضل مما رزق مماليككم ، وهم بشر مثلكم ، { فَمَا الذين فُضِّلُواْ } ، في الرزق يعني : الملاك ، { بِرَآدِّي } ، بمعطي ، { رِزْقِهِمْ على مَا مَلَكَتْ أيمانهم } ، فكان ينبغي أن تردوا فضل ما رزقتموه عليهم ، حتى تتساووا في الملبس والمطعم ، { فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ } ، جملة اسمية وقعت في موضع جملة فعلية في موضع النصب ؛ لأنه جواب النفي بالفاء ، وتقديره : فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فيستووا مع عبيدهم في الرزق ، وهو مثل ضربه الله للذين جعلوا له شركاء ، فقال لهم : أنتم لا تسوون بينكم وبين عبيدكم فيما أنعمت به عليكم ، ولا تجعلونهم فيه شركاء ، ولا ترضون ذلك لأنفسكم ، فكيف رضيتم أن تجعلوا عبيدي لي شركاء ؟ { أَفَبِنِعْمَةِ الله يَجْحَدُونَ } ، وبالتاء : أبو بكر ، فجعل ذلك من جملة جحود النعمة .