جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلرِّزۡقِۚ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزۡقِهِمۡ عَلَىٰ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَهُمۡ فِيهِ سَوَآءٌۚ أَفَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ} (71)

{ وَاللّهُ{[2738]} فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ } ، بسط واحد ، وضيق على آخر . { فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ } : في الرزق ، { بِرَادِّي } : بمعطي ، { رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } ، أي : مماليكهم ، { فَهُمْ فِيهِ سَوَاء } : فيستوون في الرزق ، عن ابن عباس رضي الله عنه غيره يقول الله تعالى : " لم يكونوا ليشركوا عبيدهم في أموالهم ونسائهم ، فكيف يشركون عبيدي معي في سلطاني ؟ ! " فهو رد وإنكار على المشركين ، حيث لا يرضون أن يكون حيوانا مثلهم شريكا لهم ، ويقولون مخلوقات الله شركاؤه في ألوهيته ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، { أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ } ، حيث يتخذون معه شركاء ، والباء لتضمين الجحود معنى الكفر ، وقيل : معناه : جعلكم متفاوتين في الرزق ، فرزقكم أفضل مما رزق مماليككم : وهو بشر مثلكم ، فكان ينبغي أن تردوا فضل ما رزقتموه عليهم ، حتى تتساووا في المطعم والملبس ، ثم جعل عدم ردهم إلى المماليك من جملة جحود النعمة .


[2738]:ولما ذكر خلقنا وإماتتنا وتفوتنا في العمر أراد ذكر تفاوتنا في الرزق فقال: "والله فضل" الآية /12 وجيز.