التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلرِّزۡقِۚ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزۡقِهِمۡ عَلَىٰ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَهُمۡ فِيهِ سَوَآءٌۚ أَفَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ} (71)

تعليق على جملة

{ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق }

والمتبادر أن هذه الجملة ليست في معنى تأبيد هذا الفرق ، ولا في معنى أن هذا التفضيل اختصاص رباني لفريق دون فريق ، وإنما هي تقرير لواقع الأمر بدليل أن سعة الرزق وضيقه في تبدل وتنقل دائمين ، وأن كثيرا ما يكون من هو موسع الرزق في يوم مضيقا عليه أو على ذريته في يوم ، ومن هو ضيق الرزق في يوم موسعا عليه وعلى ذريته في يوم مما هو مقتضى سنة الله في الناس وظروف الحياة والعمل ، وتفاوت الناس المتبدل المتحول دائما في المواهب والنشاط والسعي .

أرذل العمر

ولقد روى الطبري عن علي بن أبي طالب في جملة { ومنكم من يرد إلى أرذل العمر } ، أن أرذل العمر خمس وسبعون سنة . وإذا صح هذا القول ، فإنه يكون من قبيل الاجتهاد المتصل بظروف المعيشة في ذلك الوقت . والوصف الذي جاء بعد هذه الجملة ، { لكي لا يعلم بعد علم شيئا } ، هو المحكم الذي يعني أن أرذل العمر هو الذي يكون الشيخ فيه قد ضعفت قواه العقلية بنوع خاص ضعفا شديدا . ولقد روى البخاري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو : ( أعوذ بك من البخل والكسل ، وأرذل العمر ، وعذاب القبر ، وفتنة الدجال ، وفتنة المحيا والممات ){[1271]} . وإننا لنعوذ بالله بدورنا مما استعاذ به رسول الله صلى الله عليه وسلم .


[1271]:التاج ج 4 ص 139.