تفسير الأعقم - الأعقم  
{۞وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا} (23)

{ وقضى ربك } أمر ، وقيل : ألزم وأوجب { ألاَّ تعبدوا إلاَّ إياه وبالوالدين إحساناً } أو بأن تحسنوا بالوالدين إحساناً { إمَّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف } أراد تأكيد الأمر بالإِحسان اليهما ، وفي أفٍّ ثلاث قراءات بكسر الفاء من غير تنوين ، وقرأ أبو عمرو وحمزة بفتح الفاء من غير تنوين ، ابن كثير الفاء والتنوين ، نافع لا يؤخرهما { وقل لهما قولاً كريماً } حسناً جميلاً ، ويدل عليه أن الدعاء لهما مندوب كما قال : { وقل رب ارحمهما } وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " رضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما " .

" وشكا رجل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن أباه يأخذ ماله ، فدعا به فإذا بشيخ يتوكّأ على عصا فسأله فقال : إنه كان ضعيفاً وأنا قوي وفقيراً وأنا غني فكنت لا أمنعه شيئاً من مالي واليوم أنا ضعيف وهو قوي وفقير وهو غني ويبخل عليّ بماله ، فبكى ( عليه السلام ) وقال : " ما من حجر ولا مدر سمع هذا إلا بكى " ثم قال للولد : " أنت وما لك لأبيك " وشكا اليه آخر سوء خلق أمَّه فقال : " لم تكن سيئة الخلق حين حملتك لم تكن كذلك حين أرضعتك " وروي : " يفعل العاق ما شاء أن يفعل فلن يدخل الجنة " وعنه ( عليه السلام ) : " إياكم وعقوق الوالدين فإن الجنة يوجد ريحها من مسير ألف عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم ولا شيخ زان "