تفسير الأعقم - الأعقم  
{ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ} (2)

{ ذلك الكتاب } اشارة الى ما تقدم إنزاله ، وقيل : ذلك بمعنى هذا . { لا ريب فيه } اي لا شك فيه ، قال الشاعر :

ليس في الحق يا أميمة ريبٌ *** انما الريبُ ما يقول الكذوبُ

{ هدىً للمتقين } قيل : جمع التقوى في قوله تعالى : { إِن الله يأمر بالعدل والإِحسان } [ النحل : 90 ] الآية . وعن ابن عباس : المتقي الذي يتقي الشر والكبائر والفواحش ، قال في الثعلبي عن ابن عمر : المتقي ان لا ترى نفسك خيراً من أحد ، وقال أيضاً : المتقي الذي يقول لكل من رآه من المسلمين هوَ خير مني ، وقال بعض الحكماء : لا يبلغ الرجل سنام التقوى الا اذا كان يحب لو جُعِل ما في قلبه على طبق فيطاف به في السوق لم يستح من شيء عليه ، روي ذلك في الثعلبي ايضاً وخصَّ المتقون بالذكر لانتفاعهم ، وقيل : المتقي الذي يحب للناس ما يحب لنفسه ، ويكره لهم ما يكره لنفسه من الشريك لشريكه قال الشاعر :

خل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقى

كن شبه ماشٍ فوق ارض الشوك يحذر ما يرى

لا تحقرن صغيرة إنّ الجبال من الحصى