تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (30)

{ وإذ قال ربك للملائكة } قيل : هو خطاب لجميع الملائكة ، وقيل : هو عام لمن كانوا سكان الأرض من الملائكة . { إني جاعل في الأرض } قيل : هي الأرض التي عليها مستقر الخلق ، وقيل : هي مكة . { خليفةً } اي قوما يخلف بعضهم بعضاً اذا مات واحد خلفه الآخر ، وقيل : خليفة عليكم ، وقيل : خليفة عني يأمر وينهي ويحكم ، ويجري الانهار ، ويغرس الاشجار . { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها } أي من يفسد ذريته لأن آدم ( عليه السلام ) لم يكن بهذه الصفة ، ولا رسل الله وأنبياؤه ( عليهم السلام ) والمؤمنون ، وفي معرفتهم بذلك أقوال : قيل : رأوا ذلك في اللوح المحفوظ ، وقيل : قاسوا وكانت الجن على هذه الصفة واول من قاس الملائكة ، وقيل : عرفوا ذلك من لفظ الخليفة فان الخليفة من يقوم مقام الاول . { ونحن نسبح بحمدك } قال الحسن : " يقولون سبحان الله وبحمده " ويدل عليه الخبر المروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " انه سئِل أيّ الكلام أفضل ؟ فقال : " ما اصطفاه الله تعالى للملائكة سبحان الله وبحمده " { ونقدس لك } اي ننزهك فقال الله تعالى : { إني أعلم ما لا تعلمون } اي اعلم من المصالح في ذلك ما هو خفي عليكم . قال جار الله : فإن قلتَ : فهلا يتولهم تلك المصالح ؟ قلتُ : كفى العباد أن يعلموا أن افعال الله كلها حسنَةٌ وحكمةٌ وان خفي عليهم وجه الحسن ، والحكمة على انه تعالى قد بين لهم بعض ذلك بما اتبعه بقوله : { وعلم آدم الأسماء كلها }