تفسير الأعقم - الأعقم  
{ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ} (191)

قوله تعالى : { الذين يذكرون الله قياماً } ذكراً دائماً على أي حال من قيام وقعود واضطجاع لا يخلون من الذكر ، وعن ابن عمر وعروة بن الزبير وجماعةً أنهم خرجوا يوم العيد إلى المصلَّى فجعلوا يذكرون الله فقال بعضهم : أما قال الله : { الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً } فقاموا يذكرون الله على إقدامهم ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من أحب أن يرتع في رياض الجنَّة فليكثر ذكر الله " وقيل : معناه يصلون في هذه الأحوال على حسب استطاعتهم { ويتفكرون في خلق السموات والأرض } وما يدل عليه اختراع هذه الاجرام العظام وإبداع صنعتها وما دبَّر فيهما مما تكل الأفهام عن إدراك بعض عجائبه على عظم شأن الصانع وعن سفيان الثوري أنه صلَّى خلف المقام ركعتين ثم رفع رأسه إلى السماء فلما نظر إلى الكواكب غشي عليه وكان يبوِّل الدم من طول حزنه وفكرته وقال ( عليه السلام ) : " لا عبادة كالتفكُّر " وقال : " الفكرة تذهب الصِلة وتجلب في القلب الخشية " وروي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " لا تفضلوني على يونس بن متَّى فإنه كان يرفع له كل يوم مثل عمل أهل الأرض " وإنما كان ذلك بالتفكُّرْ في أمر الله الذي هو عمل القلب لأن أحداً لا يقدر أن يعمل بجوارحه في اليوم مثل عمل أهل الأرض ، قوله تعالى : { ربنا ما خلقت هذا باطلاً } على إرادة القول أي يقولون ذلك