جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ} (191)

{ الذين يذكُرون الله } ، وصف لأولي الألباب ، { قياما وقعودا{[910]} وعلى جُنوبهم } : يصلون قائمين فإن لم يستطيعوا فقعودا ، فإن لم يستطيعوا فعلى جنب ، أو المراد مداومة الذكر لأن الإنسان قلما يخلو عن إحدى هذه الحالات { ويتفكرون في خلق السماوات والأرض } وما أبدع فيهما استدلالا قائلين : ربنا ما خلقت{[911]} هذا } أي : الخلق ، { باطلا } أي : خلقا عبثا بل خلقته لحكم عظيمة ، { سبحانك } : أنزه تنزيها لك من خلق العبث ، { فقنا عذاب النار } : علمنا أنك منزه عن خلق العبث ، بل ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى فقنا عذاب النار بحولك .


[910]:قوله قياما مصدر بمعنى الفاعل، وقعودا يحتمل أن يكون مع قاعد ومحل على جنوبهم نصب على الحال عطف على ما قبله/12 أي على قياما وقعودا/12.
[911]:هذا إشارة إلى الخلق في خلق السماوات على أن المراد به المخلوق أو إشارة إلى السماوات والأرض لأنهما في معنى المخلوق، وباطلا صفة مصدر محذوف كما أشرنا إليه وقيل حال من هذا/12 منه.