تفسير الأعقم - الأعقم  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرۡتُم بِهِۦ وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ عَلَىٰ مِثۡلِهِۦ فَـَٔامَنَ وَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (10)

{ قل } يا محمد { أرأيتم إن كان من عند الله } يعني القرآن { وكفرتم به } ألستم ظالمين { وشهد شاهد من بني إسرائيل } هو عبد الله بن سلام " لما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المدينة نظر إلى وجهه فعلم أنه ليس بوجه كذاب ، وتأمله فتحقق أنه هو النبي المنتظر وقال : إني اسألك عن ثلاث لا تظهر إلا لنبي : ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ والولد يفزع إلى أبيه أو إلى أمه ؟ فقال ( عليه السلام ) : " أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب ، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزائدة كبد حوت ، وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل نزعه وإن سبق ماء المرأة نزعته " ثم قال : أشهد أنك رسول الله حقاً ، فقال : يا رسول الله ان اليهود قوم بهت وأنه إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك ، فجاءت اليهود فقال رسول الله : " أي رجل عبد الله فيكم ؟ " ، فقالوا : حبرنا وابن حبرنا وسيدنا وابن سيدنا ، فقال : " أرأيتم ان أسلم عبد الله ؟ " ، قالوا : أعاذه الله من ذلك ، فخرج إليهم عبد الله فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ، قالوا : شرنا وابن شرنا ، فقال : هذا ما كنت يا رسول الله أخاف وأحذر " ، قال سعد بن أبي وقاص ، ما سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يمشي على الأرض انه من أهل الجنة إلا عبد الله بن سلام ، وفيه نزلت : { وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله } الضمير للقرآن أي على مثله في المعنى وهو ما في التوراة من المعاني المطابقة لمعاني القرآن من التوحيد والوعد والوعيد وغير ذلك ، ويدل عليه قوله تعالى : { وإنه لفي زبر الأولين } [ الشعراء : 196 ] { إن هذا لفي الصحف الأولى } [ الأعلى : 18 ] { إن الله لا يهدي القوم الظالمين } ، قيل : إلى الجنة ، وقيل : إلى زيادة الألطاف .