تفسير الأعقم - الأعقم  
{قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعٗا مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدۡرِي مَا يُفۡعَلُ بِي وَلَا بِكُمۡۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (9)

{ قل } يا محمد { ما كنت بدعا من الرسل } أي ما أنا بأول رسول ، يعني إذا لم أكن بأول رسول وقد خلت من قبلي الرسل فلم تنكروني ؟ قال جار لله : ما كنت بدعاً من الرسل فآتيكم بكل ما تقترحونه وأخبركم بكل ما تسألون عنه ، وإن الرسل لم يكونوا يأتون إلا ما آتاهم الله من آياته ولا يخبرون إلا بما أوحي إليهم ، ولقد أجاب موسى فرعون في قوله تعالى : { قال فما بال القرون الأولى } [ طه : 51 ] ، قال : { علمها عند ربي } [ الأعراف : 187 ] { وما أدري ما يفعل بي ولا بكم } ، وقيل : معناه لا أدعي علم غيب ولا معرفة ما يفعل بي ولا بكم من إحياء ولا إماتة والنعمة والجدب إلا أن يوحى إليَّ في ذلك شيء فاتبعه ، وقيل : من صحة ومرض وغنى وفقر ، وقيل : في أمر الهجرة أي لا أدري أترك ها هنا أو أؤمر بالهجرة إلى موضع آخر ، وقيل : لما اشتد البلاء بأصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رأى فيما يرى النائم وهو بمكة . . . . . ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأصحابه : " رأيت كذا وكذا فلا أدري ما يكون ذلك ؟ " ، فنزلت الآية ، وقيل : لا أدري فيما لم يوح إلي فأعلم { إن أتبع إلاَّ ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين }