قوله : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ } : مفعولاها محذوفان تقديره : أرأيتم حالَكم إنْ كان كذا ألَسْتُمْ ظالمين/ ، وجوابُ الشرطِ أيضاً محذوفٌ تقديره : فقد ظَلَمْتُمْ ، ولهذا أتى بفعل الشرط ماضياً . وقَدَّره الزمخشريُّ : ألستُمْ ظالمين . ورَدَّ عليه الشيخ : " بأنَّه لو كان كذلك لَوَجَبَتْ الفاءُ ؛ لأنَّ الجملةَ الاستفهامية متى وقعت جواباً للشرط لَزِمَتِ الفاءُ . ثم إنْ كانت أداةُ الاستفهامِ همزةً تقدَّمَتْ على الفاء نحو : " إنْ تَزُرْنا أفما نُكْرِمُك " ، وإنْ كانت غيرَها تقدَّمَتِ الفاءُ عليها ، نحو : إنْ تَزُرْنا فهل تَرى إلاَّ خيراً " . قلت : والزمخشريُّ ذكر أمراً تقديريَّاً فَسَّر به المعنى لا الإِعرابَ .
وقال ابن عطية : " وأَرَأَيْتُمْ تَحْتمل أن تكون مُنَبِّهةً ، فهي لفظٌ موضوعٌ للسؤالِ لا يَقْتضي مفعولاً ، وتحتمل أن تكونَ الجملةُ كان وما عملتْ فيه سادَّةً مَسَدَّ مفعولَيْها " . قال الشيخ : " وهذا خلافُ ما قَرَّره النحاة " . قلت : قد تقدَّم تحقيقُ ما قَرَّره . وقيل : جوابُ الشرطِ هو قولُه : " فآمَن واستكْبَرْتُمْ " وقيل : هو محذوفٌ تقديرُه : فَمَنْ المُحِقُّ منَّا والمُبْطِلُ . وقيل : فَمَنْ أَضَلُّ .
قوله : " وكَفَرْتُمْ به " الجملةُ حاليةٌ أي : وقد كَفَرْتُمْ . ومنهم من لا يُضْمِرُ " قد " في مثلِه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.