التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرۡتُم بِهِۦ وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ عَلَىٰ مِثۡلِهِۦ فَـَٔامَنَ وَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (10)

قوله تعالى { قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله } .

قال البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : سمعت مالكا يحدث عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض : ( إنه من أهل الجنة ، إلا لعبد الله ابن سلام ) . قال وفيه نزلت هذه الآية { وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله } الآية . قال : لا أدري . قال : مالك الآية أو في الحديث .

( الصحيح 7/160 ح 3812- ك مناقب الأنصار ، ب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه ) ، ومسلم في صحيحه ( 4/1930 ح 2483- فضائل الصحابة ، ب فضل عبد الله بن سلام ) .

قال ابن حبان : أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون النخعي قال : حدثنا أبو المغيرة قال : حدثنا صفوان بن عمرو قال : حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك الأشجعي ، قال : انطلق النبي صلى الله عليه سلم وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيدهم ، وكرهوا دخولنا عليهم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر اليهود ، أروني اثني عشر رجلا يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله يُحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي غضب عليه ( قال : فأمسكوا وما أجابه منهم أحد ، ثم رد علهم فلم يُجبه أحد ، ثم ثلّث فلم يجبه أحد ، فقال : ( أبيتم فوالله إني لأنا الحاشر ، وأنا العاقب ، وأنا المقفي ، آمنتم أو كذبتم ) ، ثم انصرف وأنا معه حتى دنا أن يخرج ، فإذا رجل من خلفنا يقول : كما أنت يا محمد ، قال : فقال ذلك الرجل : أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود ؟ قالوا : ما نعلم أنه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله ولا أفقه منك ولا من أبيك من قبلك ولا من جدك قبل أبيك ، قال : فإني أشهد له بالله أنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة ، قالوا : كذبتَ ، ثم ردّوا عليه قالوا له شرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كذبتمن لن يُقبل قولكم ، أما آنفا فتثنن عليه من الخير من أثنيتم ، وأما إذ آمن كذبتموه ، وقلتم ما قلتم فلن يقبل قولكم ) . قال : فخرجنا ونحن ثلاثة : رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وعبد الله بن سلام فأنزل الله فيه { قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به } .

( الإحسان 16/118- 120 ح 7162 ) قال محققه : إسناده صحيح ، وأخرجه الحاكم في ( المستدرك 3/415- 416 ) من طريق محمد بن عوف بن سفيان عن أبي المغيرة به . وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . ووافقه الذهبي ، وأخرجه أحمد في ( المسند 6/25 ) الطبراني في ( المعجم الكبير 18/46- 47ح 83 ) وقال الهيثمي : ورجاله رجال الصحيح ( المجمع 7/106 ) .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله } قال : عبد الله بن سلام .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { قل أرأيتم إن كان من عند الله } الآية ، كنا نتحدث أنه عبد الله بن سلام آمن بكتاب الله ورسوله وبالإسلام ، وكان من أحبار اليهود .