بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرۡتُم بِهِۦ وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ عَلَىٰ مِثۡلِهِۦ فَـَٔامَنَ وَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (10)

قوله تعالى : { قُلْ أَرَأيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ الله } يعني : إن كان القرآن من عند الله تعالى { وَكَفَرْتُمْ بِهِ } يعني : جحدتم بالقرآن { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّن بني إسرائيل } قال مجاهد ، وعكرمة ، وقتادة هو عبد الله بن سلام .

وروى عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «لا يُشْهَدُ لأحَدٍ يَمْشِي عَلَى الأرض أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ إلاّ لِعَبْدِ الله بْنِ سَلامٍ » وفيه نزلت { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّن بَنِي إسرائيل } { على مِثْلِهِ } أي : على مثل شهادة عبد الله بن سلام . يعني : بنيامين على مثله . يعني : على مثل شهادة عبد الله بن سلام ، وكان ابن أخ عبد الله بن سلام ، شهد على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .

وروى وكيع ، عن ابن عون قال : ذكر عند الشعبي { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّن بَنِي إسرائيل } أنه عبد الله بن سلام . فقال الشعبي : وكيف يكون عبد الله بن سلام هو الشاهد ، وهذه السورة مكية ، وكان ابن سلام بالمدينة . قال ابن عون : صدق الشعبي إن تلك السورة نزلت بمكة ، ولكن هذه الآية نزلت بالمدينة ، فوضعت في هذه السورة . وروى داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عن مسروق قال : والله ما هو عبد الله بن سلام ، ولقد أنزلت بمكة ، فخاصم به النبي صلى الله عليه وسلم الذين كفرُوا من أهل مكة ، أن التوراة مثل القرآن ، ومُوسَى مثل محمد صلى الله عليه وسلم ، وكُل مؤمن بالتوراة فهو شاهد من بني إسرائيل . ثم قال : { فآمن واستكبرتم } يعني : تكبرتم وتعاظمتم عن الإيمان { إِنَّ الله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين } يعني : الكافرين .