جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرۡتُم بِهِۦ وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ عَلَىٰ مِثۡلِهِۦ فَـَٔامَنَ وَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (10)

{ قل أرأيتم إن كان } : القرآن ، { من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل } ، هو عبد الله بن سلام ، صرح به جماعة لا يحصى من السلف ، وعليه حديث البخاري ومسلم ، فهذه الآية مستثناة من كون السورة مكية ، كما صرح به في تفسير الكواشي وقد يأول بأن المراد ، ويشهد شاهد فيكون على طريقة { ونادى أصحاب الأعراف } ( الأعراف :48 ) فالآية في حقه الحكم بأنه يشهد بعد ذاك ، { على مثله } ، أي : على مثل ما أخبر القرآن به ، وقيل : المثل صلة ، { فآمن واستكبرتم } ، فعطف كفرتم على كان ، وعطف واستكبرتم على شهد ، وعطف جملة شهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ، فآمن واستكبرتم على جملة كان من عند الله وكفرتم وجواب الشرط محذوف ، أي : ألستم ظالمين ؟ ويدل عليه قوله : { إن الله يهدي القوم الظالمين } .