تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَءَاخَرُونَ ٱعۡتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمۡ خَلَطُواْ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَءَاخَرَ سَيِّئًا عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (102)

{ وآخرون اعترفوا بذنوبهم } الآية نزلت في الذين تخلفوا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في غزوة تبوك ثم ندموا ، قيل : " كانوا عشرة منهم أبو لبابة ، وقيل : كانوا ثمانية يعني لم يعتذروا عن تخلفهم بالمعاذير الكاذبة كغيرهم ، ولكن اعترفوا على أنفسهم بأنهم بئس ما فعلوا نادمين ، وذلك أنه بلغهم ما نزل في المتخلفين فأيقنوا بالهلاك فأوثقوا أنفسهم على سواري المسجد ، فقدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فدخل المسجد وصلى ركعتين وكانت عادته كلما قدم من سفر فرآهم موثقين فسأل عنهم ، فذكر له أنهم أقسموا لا يحلوا أنفسهم حتى يكون رسول الله هو الذي يحل لهم ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " وأنا أقسم لا أحلّهم حتى أؤمر فيهم " فنزلت الآية فأطلقهم وعذرهم ، فقالوا : يا رسول الله هذه أموالنا الذي خلفتنا عنك فتصدق بها وطهرنا ، فقال : " ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً " { خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً } تخلفاً عنه ، وقيل : السيء تخلفهم عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وترك الجهاد { عسى الله أن يتوب عليهم } عسى من الله واجبة عن الحسن وأبي علي