جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَءَاخَرُونَ ٱعۡتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمۡ خَلَطُواْ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَءَاخَرَ سَيِّئًا عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (102)

{ وآخرون } من أهل المدينة{[2072]} لا من المنافقين ، { اعترفوا بذنوبهم } في التخلف عن الغزو ، { خلطوا عملا صالحا } كصلاتهم وإنابتهم وغيرهما ، { وآخر سيئا } كتقاعدهم عن تلك الغزوة كسلا ، قيل : الواو بمعنى الباء كما في بعت الشاة شاة ودرهما أي بدرهم ، والأولى أن الواو على أصله دال على أن كل واحد مخلوط بالآخر كما تقول : خلطت الماء واللبن ، أي : خلطت كل واحد منهما بصاحبه ، كأنك قلت : خلطت الماء باللبن واللبن بالماء ، { عسى الله أن يتوب عليهم } يقبل توبتهم ، { إن الله غفور رحيم } نزلت في أبي لبابة وجماعة من أصحابه تخلقوا عن تبوك ثم إذا رجعت الغزاة عن غزوتهم ربطوا أنفسهم بسواري المسجد وحلفوا لا يحلهم إلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فلما نزلت حلهم وعفا عنهم .


[2072]:فإن من أهل المدينة قسمان منافق ومؤمن والمراد من آخرون القسم الثاني /منه.