اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ وَلَوۡ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِذۡ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعٗا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعَذَابِ} (165)

اعلم : أنه ، سبحانه وتعالى ، لمَّا قرَّر التوحيد بالدلائل العقلية القاطعة ، أردفه بتقبيح ما يضاده ؛ لأنَّ تقبيح ضد الشيء مما يؤكِّد حسن الشَّيء .

قال الشاعر : [ الكامل ]

876 - . . . *** وَبِضِدِّهَا تَتَبَيِّنُ الأَشْيَاءُ

وقالوا أيضاً : النِّعمة مجهولةٌ ، فإذا فقدت عرفت ، والنَّاس لا يعرفون قدر الصِّحَّة ، فإذا مرضوا ، ثم عادت الصحَّة إليهم ، عرفوا قدرها ، وكذا القول في جميع النِّعم ، فلهذا السَّبب أردف الله تبارك وتعالى هذه الآية الدَّالَّة على التَّوحيد بهذه الآية الكريمة .

قوله تعالى : " مَنْ يَتَّخِذُ " " مَنْ " : في محلِّ رفع بالابتداء ، وخبره الجارُّ قبله ، ويجوز فيها وجهان :

أحدهما : أن تكون موصولةً .

والثاني : أن تكون موصوفةً .

فعلى الأوَّل : لا محلَّ للجملة بعدها . وعلى الثاني : محلُّها الرَّفع ، أي : فريقٌ ، أو شخصٌ متَّخذٌ ، وأفرد الضمير في " يَتَّخِذُ " ؛ حملاً على لفظ " مَنْ " و " يَتَّخِذُ " : يفتعل ، من " الأَخْذ " ، وهي متعدِّية إلى واحد ، وهو " أنداداً " .

قوله تعالى : " مِنْ دُونِ اللَّهِ " : متعلِّق ب " يَتَّخِدُ " ، والمراد ب " دُونِ " [ هنا " غَيْرَ " ]{[2188]} ، وأصلها إذا قلت : " اتَّخَذْتُ مِنْ دُونِكَ صَدِيقاً " ، أصله : اتخذت من جهةٍ ومكانٍ دون جهتك ، ومكانك صديقاً ، فهو ظرف مجازيٌّ ، وإذا كان المكان المتَّخذ منه الصديق مكانك وجهتك منحطَّةً عنه ، ودونه ؛ لزم أن يكون غيراً ؛ [ لأنه ليس إيَّاه ، ثم حُذِف المضاف ، وأقيم المضاف إليه مقامه ، مع كونه غيراً ]{[2189]} ، فصارت دلالته على الغيريَّة بهذا الطريق ، لا بطريق الوضع لغةً ، وتقدَّم تقرير شيء من هذا أوَّل السُّورة .

فصل في اختلافهم في المراد بالأنداد

اختلفوا في " الأَنْدَاد " ، فقال أكثر المفسِّرين{[2190]} : هي الأوثان التي اتَّخذوها آلهةً ، ورجوا من عندها النفع والضُّرَّ ، وقصدوها بالمسائل ، وقرَّبوا لها القرابين ؛ فعلى هذا : الأصنام بعضها لبعضٍ أندادٌ أي أمثالٌ ، والمعنى : أنَّها أندادٌ لله تعالى ؛ بحسب ظنونهم الفاسدة .

وقال السُّدِّيُّ : إنَّها السَّادة الَّذين كانوا يطيعونهم ، فيحلون لمكان طاعتهم في أنَّهم يحلُّون ما حرّم الله ، ويحرِّمون ما أحلَّ الله ؛ ويدلُّ على هذا القول وجوه{[2191]} :

الأوَّل : ضمير العقلاء في " يُحِبُّونَهُمْ " .

والثاني : يبعد أنَّهم كانوا يحبُّون الأصنام كحبِّ الله تعالى ، مع علمهم بأنها لا تضر ، ولا تنفع .

الثالث : قوله بعد هذه الآية : { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ } [ البقرة : 166 ] ؛ وذلك لا يليق إلاَّ بالعقلاء .

وقال الصُّوفية{[2192]} : كلُّ شيءٍ شغلت قلبك به سوى الله تعالى ، فقد جعلته في قلبك ندّاً لله تعالى ؛ ويدلُّ عليه قوله تبارك وتعالى :

{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } [ الجاثية : 23 ] .

قوله تعالى : " يُحِبُّونَهُمْ " في هذه الجملة ثلاثة أوجهٍ :

أحدها : أن تكون في محلِّ رفع ؛ صفة ل " مَنْ " في أحد وجهيها ، والضمير المرفوع يعود عليها ؛ باعتبار المعنى ، بعد اعتبار اللَّفظ في " يَتَّخِذُ " .

والثاني : أن تكون في محلِّ نصبٍ ؛ صفةً ل " أَنْدَاداً " ، والضمير المنصوب يعود عليهم ، والمراد بهم الأصنام ؛ وإنَّما جمعوا جمع العقلاء ؛ [ لمعاملتهم له معاملة العقلاء ، أو يكون المراد بهم : من عبد من دون الله من العقلاء ]{[2193]}وغيرهم ، ثم غلب العقلاء على غيرهم .

قال ابْنُ كَيْسَانَ ، والزَّجَّاجُ : معناه : كَحُبِّ اللَّه ، أي : يسوُّون بين الأصنام وبين الله تبارك وتعالى في المحبَّة{[2194]} .

قال أبو إسْحَاقَ : وهذا القول الصحيح ؛ ويدلُّ عليه قوله : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ } نقله القرطبيُّ{[2195]} .

الثالث : أن تكون في محل نصب على الحال مِنَ الضَّمير في " يَتَّخِذُ " ، والضمير المرفُوع عائدٌ على ما عاد عليه الضَّمير في " يَتَّخِذُ " ، وجُمِعَ حملاً على المعنى ؛ كما تقدَّم .

قال ابن الخطيب{[2196]} رحمه الله تعالى : في الآية حَذْفٌ ، أي : يُحبُّونَ عبادَتَهُمْ ، والانقياد إليهم .

قوله تعالى : " كَحُبِّ الله " الكاف في محلِّ نصبٍ : إمَّا نعتاً لمصدرٍ محذوفٍ ، أي : يحبُّونَهُمْ حُبّاً كَحُبِّ اللَّه ، وأمَّا على الحال من المَصدر المعرَّف ؛ كما تقرَّر غير مَرَّة ، والحُبُّ : إرادة ما تَاهُ وتظنُّه خيراً ، وأصله من : حَبَبْتُ فُلانَاً : أصبتُ حَبَّةَ قَلْبِهِ ؛ نحو : كَبِدتُهُ ، وأَحْبَبْتُهُ : جعلت قَلْبِي مُعرَّضاً بأنْ يُحِبَّهُ ، لكن أكثر الاستعمال أنْ يقال : أَحْبَبْتُهُ ، فهو مَحْبُوبٌ ، وَمُحَبٌّ قليلٌ ؛ كقول القائل : [ الكامل ]

877 - وَلَقَدْ نَزَلْتِ فَلاَ تَظُنِّي غَيْرَهُ *** مِنِّي بمَنزِلَةِ المُحَبِّ الْمُكْرَمِ{[2197]}

والحُبُّ في الأصل : مصدرُ " حَبَّهُ " وكان قياسه فتح الحاء ، ومضارعُهُ يَحُبُّ بالضم ، وهو قياس فعل المضعَّف ، وشَذَّ كسره ، و " مَحْبُوب " أكثر مِنْ " مُحَبٍّ " ، و " مُحَبٌّ " أكثر من " حَابٍّ " وقد جمع الحُبُّ ؛ لاختلاف أنواعه ؛ قال : [ الطويل ]

878 - ثَلاًثَةُ أَحْبَابٍ فَحُبٌّ عَلاَقَةٌ *** وَحُبٌّ تِمِلاَّقٌ وَحُبٌّ هُوَ الْقَتْلُ{[2198]}

والحُبُّ مصدرٌ مضافٌ لمنصُوبِهِ ، والفاعلُ محذوفٌ ، تقديرُه ، كحُبِّهِمْ الله أو كَحُبِّ المؤمنين اللَّهَ ؛ بمعنى : أنَّهم سَوَّوا بين الحُبَّيْن : حبِّ الأنداد ، وحُبِّ الله .

وقال ابن عطيَّة : " حُبّ " : مصدرٌ مضافٌ للمفعول في اللَّفْظ ، وهو في التقدير مضافٌ للفاعل المُضمرِ ، يريدُ به : أنَّ ذلك تقديرُه : كَحُبِّكُمُ اللَّهَ أو كَحُبِّهِمُ اللَّهَ ، حَسبما قدَّرَ كُلَّ وَجهٍ منهما فرقَةٌ انتهى .

وقوله : " للفاعل المُضْمر " يريدُ به أنَّ ذلك الفاعل منْ جنس الضمائرِ ، وهو " كمْ " أو " هُمْ " أو يُسَمَّى الحذف إضماراً وهو اصطلاحٌ شائعٌ ولا يريد أنَّ الفاعل مُضْمر في المصدرِ كما يُضْمَرُ في الأفعال ؛ لأنَّ هذا قولٌ ضعيفٌ لبعضهم ؛ مردُودٌ بأن المصدر اسم جنسٍ واسمُ الجنس لا يُضمرُ فيه لجمودِهِ .

وقال الزمخشريُّ : " كَحُبِّ اللَّهِ " كتعظيم الله ، والخُضُوع ، أي : كما يُحَبُّ اللَّهُ ؛ عليه أنه مصدرٌ مبنيٌّ من المفعول ، وإنما استُغنِيَ عن ذكرِ من يُحِبُّهُ ؛ لأنه غير مُلتبسٍ انتهى .

أما جعلُهُ المصْدر من المبنيِّ للمفعول ، فهو أحد ألأقوَالِ الثلاثة ؛ أعني : الجوازَ مُطْلَقاً .

والثاني : المَنْعُ مُطْلَقاً : وهو الصحيحُ .

والثالث : [ التفصيلُ بين الأفعال التي لم تُستَعْمل إلاَّ مَبْنِيَّةً للمفعول ، فيجوز ؛ نحو : عَجِبْتُ مِنْ جُنُونِ{[2199]} ] زيد بالعلم ، ومنه الآية الكريمةُ ؛ فإنَّ الغالب من " حُبّ " أنْ يبنَى للمفعول وبيْنَ غيرها ، فلا يجوزُ ، واستدلَّ مَنْ أجازهُ مطْلقاً بقَول عائشة - رضي الله تعالى عنها - نَهَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وشَرَّف ، وكرَّم ، ومَجَّد ، وبَجَّل وَعَظَّم - عن قَتْل الأبتر ، وَذُوا الطُّفيتين{[2200]} برفع " ذُو " ؛ عَطْفاً على محل " الأبتر " ؛ لأنَّه مفعولٌ لم يُسَمَّ فاعله تقديراً ، أي أنْ يُقْتَلَ الأَبتَرُ ، ولتَقرير هذه الأقْوال موضعٌ غير هذا .

وقد رد الزَّجَّاجُ تقدير مَنْ قدَّر فاعل المصدر " المُؤْمنِينَ " أو ضميرهم .

وقال " لَيْسَ بشَيْءٍ " والدليلُ على نقضه قوله بَعْدُ : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ } ورجَّح أن يكون فاعل المصدر ضمير المتَّخذين ، أي : يحبُّون الأصنام ، كما يُحبُّون الله ؛ لأنَّهم اشركوها مع الله ، فَسَوَّوْا بين الله تعالى ، وبين أوثانهم في المَحَبَّة ، وهذا الذي قاله الزَّجَّاجُ واضحٌ ؛ لأن التسوية بين محبَّة الكفَّار لأَوثانهم ، وبين محبَّة المؤمنين لله يُنَافِي قوله { وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ } فإنَّ فيه نَفْيَ المُسَاواة . وقرأ أبو رجاء{[2201]} : " يَحُبُّونَهُمْ " بفتح الياء من " حَبَّ " ثلاثيّاً ، و " أَحَبَّ " أكثر ، وفي المَثَل : " مَنْ حَبَّ طَبَّ " .

فصل في المراد من قوله كحب الله

في قوله : كَحُبِّ الله قولان :

الأول : كَحُبِّهِم للَّهِ .

والثاني : كَحُبِّ المؤمنين للَّهِ ، وقد تقدَّم ردُّ هذا القَوْلِ .

فإِن قيل : العاقل يستحيل أنْ يكون حبُّه للأوثان كحُبِّه لله ؛ وذلك لأنه بضَرُورة العَقْل يَعْلَمُ أنَّ هذه الأوثانَ ينارٌ لا تسمع ، ولا تعقلُ ، وكانوا مُقرِّين بأنَّ لهذا العالَم صانعاً مدَبِّراً حَليماً ؛ كما قال تعالى :

{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ } [ لقمان : 25 ] فمع هذا الاعتقادِ ، كيف يُعْقَلُ أنْ يكُونَ حبِّهُمْ لتلك الأوثان كحُبِّهم لله تعالى ، وقال تعالى ؛ حكايةً عنهم أنَّهُم قالوا { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } فكيف يعقل الاستواءُ في الحُبِّ ؟

والجواب : كحُبِّ الله تعالى في الطَّاعة لها ، والتَّعْظِيمِ ، فالاستواءُ في هذه المحبَّة لا ينافي ما ذكرتُموه .

قوله تعالى : " أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ " : المُفضَّلُ عليه محذوفٌ وهم المُتَّخِذُون [ الأندادَ ، أي : أشدُّ حُبّاً لله من المُتَّخِذِين{[2202]} ] الأنْدادَ لأوثانهم ؛ وقال أبو البقاء{[2203]} : ما يتعلَّق به " أَشَدُّ " محذوفٌ ، تقديره : أشَدُّ حُبّاً للَّهِ مِنْ حُبِّ هؤلاء للأنداد ، والمعنى : أنَّ المؤمنين يُحبُّون الله تعالى أكثر من محبَّة هؤلاء [ أوثَانَهُمْ ، ويحتمل أن يكون المعنى : أن المؤمنين يُحبُّون الله تعالى أكثر ممَّا يحبُّه هؤلاء ]{[2204]} المتَّخذون الأنداد ؛ لأنهم لم يُشْرِكُوا معه غيره ، وأتى ب " أشَدُّ " موصِّلاً بها إلى أفعل التَّفضيل من مَادَّة " الحُبِّ " ؛ لأنَّ " حُبَّ " مبنيٌّ للمفعول ، والمبنيُّ للمفعول لا يُتعجَّب منه ، ولا يبنى منه " أَفْعَل " للتَّفضيلِ ؛ فلذلك أتى بما يجوز فيه ذلك .

[ فأمَّا قوله : " مَا أَحَبَّهُ إِلَيَّ " فشاذٌّ على خلافٍ في ذلك ، و " حُبّاً " تمييزٌ منقولٌ من المبتدأ ، تقديره : حُبُّهُمْ لِلَّهِ أشدٌّ ]{[2205]} .

فصل في معنى قوله أشد حبّاً لله

معنى " أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ " ، أي : أثبتُ وأدْوَمُ على حُبِّهِ ؛ لأنَّهم لا يختارون على الله ما سواه ، والمشركون إذا اتَّخذوا صَنَماً ، ثم رأوا أحسن منه ، طرحوا الأوَّل ، واختاروا الثَّاني{[2206]} قاله ابن عبَّاس - رضي الله عنهما- .

وقال قتادة : إن الكافِرَ يُعْرِضُ عن معبودِهِ في وقت البَلاء ، ويُقبل على الله تعالى [ كما أخبر الله تعالى عنهم ، فقال :

{ فَإِذَا رَكِبُواْ فِي الْفُلْكِ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [ العنبكوت : 65 ] والمؤمن لا يُعْرِضُ عن الله ]{[2207]} في السَّرَّاءِ والضَّرَّاء ، والشِّدَّة والرَّخاء ؛ وقال سعيد بن جُبير{[2208]} : إِنَّ الله - عزَّ وجلّ - يأمُر يَوْم القيامةِ من أحرق نفسه في الدُّنيا على رُؤية الأصنام : أنْ يَدْخُلُوا جهنَّمَ مع أصنامِهِم ، فلا يَدْخُلُون ؛ لعلمهم أن عذابَ جَهَنَّم على الدوام ، ثم يقول للمؤمنين ، وهم بين أَيدِي الكفَّار : إنْ كُنْتُم أحِبَّائي فادْخُلُوا جَهَنَّم فيقتحمون فيها ، فيُنادي مُنادٍ منْ تحت العرش { وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ } .

وقيل : وإنَّما قال : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ } ؛ لأنَّ الله تبارك تعالى أحَبَّهم أوَّلاً ، ثم أحبُّوه ، ومَنْ شهد له المعبود بالمحبَّة ، كانت محبته أتمَّ ؛ قال الله تعالى : " يُحِبُّهُم ويُحِبُّونَه " .

فإن قيل : كيف يمكن أن تكون محبَّةُ المؤمن لله أشَدَّ مع أنَّا نَرَى اليهود يأتُون بطاعاتٍ شاقَّة ، لا يأتي بمثلها أحَدٌ من المُؤمنين ، ولا يأتُون بها إلا الله تعالى ، ثم يقتلون أنفُسهم حبّاً لله ؟ والجوابُ من وجوه :

أحدها : ما تَقَدَّم من قول ابن عَبَّاس ، وقتادة ، وسعيد بن جبير .

وثانيها : أنَّ مَنْ أحب غيره رضي بقضائه ، فلا يتصرف في مُلْكه ، فأولئك الجُهَّال [ قَتَلُوا أنْفُسَهُمْ بِغَيْرِ إذْنه ، إنَّما المُؤمنون الذي يقتلُون أنْفُسَهم بإذْنِهِ ، وذلك في الجهاد ]{[2209]} .

وثالثها : أنَّ الإنسَانَ ، إذا ابتلي بالعَذَاب الشَّديد لا يمكنُهُ الاشتغال بمعرفة الرَّبِّ ، فالذي فعلوه باطلٌ .

ورابعها : أنَّ المؤمنين يوحِّدون ربَّهم ، فمحبتهم مجتمعةٌ لواحدٍ ، والكفَّارُ يعبدون مع الصنم أصناماً ، فتنقص محبَّة الواحد منهم ، أما الإله الواحد فتنضم محَّبة الجمع إليه .

قوله تعالى : { وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ } جواب " لَوْ " محذوفٌ ، واختلف في تقديره ، ولا يظهر ذلك إلاَّ بعد ذكر القراءات الواردة في ألفاظ هذه الآية الكريمة . قرأ عامر{[2210]} ونافعٌ : " وَلَو تَرَى " بتاء الخطاب ، " أنَّ القُوَّة " و " أَنَّ اللَّهَ " بفتحهما . وقرأ ابن عامر : " إِذْ يُرَوْنَ " بضم الياء ، والباقون بفتحها .

وقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو والكوفيون : " وَلَوَ يَرَى " بياء الغَيْبَة ، " أنَّ القُوَّة " ، " أَنَّ اللَّهَ " بفتحهما . وقرأ الحسن ، وقتادة وشيبة{[2211]} ، ويعقوب ، وأبو جعفر : " وَلَوْ تَرَى " بتاء الخطاب ، " أَنَّ القُوَّةَ " ، و " إِنَّ اللَّهِ " بكسرهما . وقرا طائفةٌ : " وَلَوْ يَرَى " بياء الغيبة " إِنَّ القُوَّة " و " إِنَّ اللَّهِ " بكسرهما . إذا تقرَّر ذلك ، فقد اختلفوا في تقدير جواب " لَوْ " .

فمنهم مَنْ قَدَّره قبل قوله : " أَنَّ القُوَّةَ " ومنهم مَنْ قَدَّره بعد قوله : { وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ } هو قول أبي الحسن الأخفش . [ والمُبرِّد .

أمَّا مَنْ قدَّره قبل : " أَنَّ القوَّة " فيكون " أَنَّ الْقوةَ " معمولاً لذلك الجواب ]{[2212]} وتقديره على قراءة " تَرَى " بالخطاب وفَتح " أنَّ " و " أنَّ " : " لَعَلِمْتَ ، أَيها السَّامعُ ، أنَّ القُوَّةَ للَّهِ جميعاً " والمراد بهذا الخطاب : إِمَّا النبيُّ - عليه الصَّلاة والسَّلام - وإمَّا : كُلُّ سامعٍ ، فيكون معناه : ولو تَرَى يا محمَّدُ ، أو يا أيُّها السَّامعُ ، الَّذين ظَلَمُوا ، يعني : أشركوا ، في شدَّة العذاب لرأيت أمراً عظيماً [ وقيل : معناه : قُلْ ، يا محمَّد ، أيُّها الظالم ، لو تَرَى الَّذِين ظَلَمُوا من شدَّةِ العذابِ ، لرأيتَ أمراً فظيعاً ]{[2213]} .

وعلى قراءة{[2214]} الكَسرَ في " إِنَّ " يَكُونُ التقديرُ : لَقُلْتَ إِنَّ القُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ، والخلافُ في المراد من الخطاب كما تقدَّم ، أو يكون التقدير : " لاَسْتَعْظَمْتَ حَالَهُمْ " ، وإنما كُسِرَتُ " إِنَّ " ؛ لأنَّ فيها معنى التعليل ؛ نحو قولك : " لو قَدِمْتَ على زيدٍ ، لأَحْسَن إلَيك ؛ إنَّه مُكْرِمٌ لِلضِّيفَانِ " فقولُك : " إِنَّهُ مُكْرمٌ لِلضِّيفَانِ " علَّةٌ لقولك : " أَحْسَنَ إِلَيْكَ " وقال ابن عطيَّة{[2215]} : تقديره : " وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ في حَال رُؤيتِهِم العذابَ وفَزَعهمْ منْه ، واسْتِعْظَامِهِمْ له ، لأقَرُّوا أنَّ القُوَّة لِلَّهِ جمِيعاً " .

وناقشه أبو حَيَّان{[2216]} ، فقال : كانَ يَنْبغي أنْ يقول : " فِي وقْتِ رُؤْيتهم العذابَ " فيأتي بمرادف " إِذْ " وهو الوَقْت لا الحَالُ وأيضاً : فتقديرُه لجَوابِ " لو " غيْر مُرتَّبٍ على ما يلي " لَوْ " ؛ لأن رؤية السَّامع أو النبيِّ - علَيْه الصَّلاة والسَّلام - الظَّالمين في وقت رُؤيتهِمْ [ لا يترتَّب عليها إقْرَارُهُمْ بأنَّ القوَّة لله جميعاً ؛ وهو نظيرُ قولك : يَا زيَدُ ، لَوْ تَرَى عَمْراً فِي وَقْتِ ]{[2217]} ضَرْبِهِ ، لأَقرَّ أَنَّ الله - تعالى - قادِرٌ عَلَيْهِ . فإقرارُهُ بقُدْرة الله تعالى ليسَ مترتِّباً على رؤية زيدٍ . انتهى .

وتقديره على قراءة{[2218]} " يَرَى " بالغيبة : " لَعَلِمُوا أنَّ القُوَّة لِلَّهِ " [ إن كان فاعلُ " يَرَى " : الَّذِينَ ظَلَمُوا ، وإنْ كان ضميراً يَعْودُ على السَّامع ، فيقدَّر : " لَعَلِمَ أنَّ القُوَّة " ]{[2219]} وأمَّا مَنْ قدَّره بعد قوله " شَدِيد العَذَابِ " ، فتقديره على قراءة " تَرَى{[2220]} " بالخطاب : " لاَسْتَعْظَمْتَ مَا حَل بِهِمْ " ويكون فَتْح أَنَّ على أَنَّهُ مفعولٌ مِنْ أجله ، أي : " لأَنَّ القوَّةَ للَّهِ جميعاً " وكسْرُها على معنى التعليل ؛ نحو : " أَكْرِمْ زيْداً ؛ إنَّه عالمٌ ، وأَهِنْ عَمْراً ؛ إِنَّهُ جَاهِلٌ " أو تكون جملة معترضة بين " لَوْ " وجوابها المحذوف ، وتقديره ؛ على قراءة " وَلَوْ يَرَى " بالغيبة ، إن كان فاعلُ " يَرَى " ضمير السَّامع : " لاَسْتَعْظَمَ ذَلِكَ " وإِنْ كان فاعلُهُ الَّذينَ ، كان التقديرُ " لاَسْتَعْظَمُوا مَا حَلَّ بِهِمْ " ويكون فتح " أَنَّ " على أَنَّهَا معمولةٌ ل " يَرَى " على أن يكون الفاعل " الَّذِينَ ظَلَمُوا " والرؤية هنا تحتملُ أنْ تكُونَ من رُؤية القَلْب ، فتسُدَّ " أَنَّ " مَسَدَّ مفعوليها ، وأنْ تكُون مِنْ رؤية البَصَر ، فتكون في موضع مفعول واحدٍ .

وأمَّا قراءة " يَرَى " [ الَّذِينَ ] بالغيبة ، وكَسْر " إِنَّ " و " إِنَّ " فيكون الجواب قولاً محذوفاً ، وكُسرَتَا لوقوعهما بعد القَوْل ، فتقديرُه على كون الفاعل ضمير الرَّأي ، لَقَالَ : " إِنَّ القُوَّةَ " وعلى كَونه " الَّذِينَ " : " لَقَالُوا " ويكون مفعول " يَرَى " محذوفاً ، أي : " لَوْ يَرَى حَالَهُمْ " ويحتمل أنْ يكون الجواب : " لاَسْتَعْظَمَ ، أو لاسْتَعْظَمُوا " على حسب القولين : وقدَّر بعضهم : { مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً } وإنَّما كُسِرَتَا ؛ استئنافاً ، وحَذُفُ جواب " لَوْ " شائعٌ مستفيضٌ كثيرٌ في التنزيل ، قال تبارك وتعالى : { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ }[ الأنعام : 93 ]

{ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ } [ الرعد : 31 ] ويقولون : " لَوْ رَأَيْتَ فُلاَناً ، والسِّيَاطُ تَأخُذُ مِنْهُ " قالوا : وهذا الحَذفُ أفخم وأشَدُ في التخويف ممَّا إذا عيّن له ذلك الوعيد ، ففائدة الحذف استعظامُهُ وذهَابُ النَّفس كلَّ مَذْهَب فيه ؛ بخلاف ما لو ذكر فإنَّ السامع يقصُرُ همَّه عليه ، وقد وَرَد في أَشْعَارِهمْ ونَثْرِهِمْ حذْفُه كثيراً ؛ قال امرُؤُ القَيْسِ : [ الطويل ]

879 - وَجَدِّكَ لَوْ شَيْءٌ أَتَانَا رَسُولُهُ *** سِوَاكَ وَلَكِنْ لَمْ نَجِدْ لَكَ مَدْفَعَا{[2221]}

وقال النَّابغة : [ الطويل ]

880 - فَمَا كَانَ بَيْنَ الخَيْرِ لَوْ جَاءَ سَالِماً *** أَبُوا حُجُرٍ إِلاَّ لَيَالٍ قَلاَئِلُ{[2222]}

ودخلت " إِذْ " ، وهي ظرفُ زمانٍ ماضٍ في أثناء هذه المستقبلات تقريباً للأمر ، وتصحيحاً لوقوعه ؛ كما وقعت صيغة المُضِيِّ موضع المستقبلِ لذلك ؛ كقوله : { وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ }

[ الأعراف : 44 ] . وكما قال الأشتر : [ الكامل ]

881 - بَقَّيْتُ وَفْرِي وَانْحَرَفْتُ عَنْ العُلاَ *** وَلَقيْتُ أَضْيَافِي بِوَجْهِ عَبوسِ

إِنْ لَمْ أَشُنَّ عَلَى ابْنِ حَرْبٍ غَارَةً *** لَمْ تَخْلُ يَوْماً مِنْ نِهَابِ نُفُوسِ{[2223]}

فأوقع " بَقَّيْتُ " و " انْحَرَفْتُ " - وهما بصيغة المضيِّ - موقع المستقبل ، لتعليقهما على مستقبلٍ ، وهو قوله : " إنْ لم أشنَّ " .

وجاء في التنزيل كثيرُ مِنْ هذا الباب قال تبارك وتعالى :

{ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ } [ الأنعام : 27 ]

{ وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُواْ } [ سبأ : 51 ] ولما كان وقوعُ السَّاعةَ قريباً ، أجْرَاه مجرَى ما حَصَل ووقع ، مِنْ ذلك قولُ المُؤَذِّن : قَدْ قَامَتِ الصَّلاَة ، يقوله قبل إيقَاعِ التَّحْريم بالصَّلاَة ؛ لقرب ذلك .

وقيل : أَوْقَعَ " إِذْ " موقع " إِذَا " ؛ [ وقيل : زمن الآخر متصلٌ بزمن الدنيا ، فقام أحدهما مقام الآخر ؛ لأنَّ المجاور للشَّيء يقوم مَقَامه ، وهكذا كُلُّ موضع وقع مثْلَ هذا ، وهو في القرآن كثير ]{[2224]} .

وقرأ ابن عامر{[2225]} " يَرَوْنَ الْعَذَابَ " مبنيّاً للمفعول من " أَرَيْتُ " المنقولة مِنْ " رَأَيْتُ " بمعنى " أبْصَرْتُ " فتعدَّت لاثنين :

أولهما : قام مقام الفاعِلِ ، وهو الواو .

والثاني : هو العذاب .

وقراءةُ الباقين{[2226]} واضحة .

وقال الراغب : قوله : أَنّ القُوَّةَ " بدلٌ من " الَّذِينَ " قال : " وهو ضعيفٌ " .

قال أبو حيَّان{[2227]} رحمه الله - ويَصيرُ المَعْنَى : " ولو تَرَى قُوَّة اللَّهِ وقُدْرَتَهُ على الَّذين ظَلَمُوا " وقال في المُنْتَخَب : قراءة الياء عند بعضهم أَوْلى من قراءة التَّاء ؛ قال : " لأَنَّ النبيَّ - عليه الصَّلاة والسَّلام - والمؤمِنِينَ قَدْ علِمُوا قدْرَ ما يُشَاهِدُه الكُفَّار ، وأما الكُفَّار ، فلم يعلَمُوه ؛ فوجَبَ إسْنادُ الفِعل إِلَيْهِم " وهذا أمر مردودٌ ؛ فإن القراءتَيْن متواترتَانِ .

قوله تعالى : " جميعاً " حالٌ من الضَّمير المستكنِّ في الجارِّ والمجرور ، والواقعِ خَبَراً ، لأنَّ تقديره : " أنَّ القُوَّة كائنةٌ لله جميعاً " ، ولا جائزٌ أنْ يكونَ حالاً منَ القُوَّة ؛ فإن العامل في الحال ، هو العامل في صاحبها ، وأَنَّ لا تعمَلُ في الحال ، وهذا مشكل ؛ فإنهم أجازوا في " ليت " أن تعمل في الحال ، وكذا " كأنَّ " ؛ لِمَا فيها من معنى الفعل - وهو التمنِّي والتَّشْبيهُ - فكان ينبغي أن يجوز ذلك في " أَنَّ " لما فيها مَعْنَى التَأْكِيد .

و " جَمِيعٌ " في الأصل : " فَعِيلٌ " من الجمع ، وكأنه اسم جمع ؛ فلذلك يتبع تارةً بالمُفرد ؛ قال تعالى : { نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ } [ القمر : 44 ] وتارة بالجَمع ؛ قال تعالى : { وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } [ يس : 32 ] وينتصب حالاً ، ويؤكَّد به ؛ بمعنى : " كُلّ " ويدلُّ على الشمول ؛ كدلالة " كُلِّ " ، ولا دلالة له على الاجتماع في الزَّمان ، تقول : " جاءَ القَوْمُ جَمِيعُهُمْ " لا يلزمُ أنْ يكُونَ مجيئهم في زمن واحدٍ ، وقد تقدَّم ذلك في الفَرْق بينها وبين " جاءُوا معاً " .


[2188]:- سقط في ب.
[2189]:- سقط في ب.
[2190]:- ينظر تفسير الفخر الرازي: 4/184.
[2191]:- ينظر تفسير الفخر الرازي: 4/184.
[2192]:-ينظر تفسير الرازي: 4/184.
[2193]:- سقط في ب.
[2194]:- ينظر تفسير القرطبي: 2/137.
[2195]:- ينظر المصدر السابق.
[2196]:- ينظر تفسير الفخر الرازي: 4/184.
[2197]:- البيت لعنترة. ينظر ديوانه: ص 191، وأدب الكاتب: ص 613، والأشباه والنظائر: 2/ 405، والاشتقاق: ص 38، والأغاني: 1/212، وجمهرة اللغة: ص 591، وخزانة الأدب: 3/ = 227، 9/136، والخصائص: 2/ 216، والدرر: 2/254، وشرح شذور الذهب: ص 486، وشرح شواهد المغني: 1/480، ولسان العرب (جبب)، والمقاصد النحوية: 2/ 414، وأوضح المسالك: 2/70، وشرح الأشموني: 1/164، وشرح ابن عقيل: ص 225، والمقرب: 1/117، وهمع الهوامع: 1/ 152، والدر المصون: 1/426.
[2198]:- ينظر شرح المفصل: 6/ 47، 48، 9/157، ولسان العرب (ملق)، ومجالس ثعلب: 1/29، والدر المصون: 1/ 427.
[2199]:- سقط في ب.
[2200]:- أخرجه النسائي (5/ 189) كتاب الحج باب قتل الوزغ (2831) وأحمد (2/ 146) عن عائشة مرفوعا.
[2201]:- ينظر الدر المصون: 1/427، البحر المحيط: 1/644.
[2202]:- سقط في ب.
[2203]:- ينظر الإملاء لأبي البقاء: 1/73.
[2204]:- سقط في ب.
[2205]:- سقط في ب.
[2206]:- ينظر تفسير البغوي: 1/136.
[2207]:- سقط في ب.
[2208]:- ينظر تفسير البغوي: 1/136.
[2209]:- سقط في ب.
[2210]:- ينظر في قراءات هذه الآية: المحرر الوجيز: 1/235، والبحر المحيط: 1/645، والدر المصون: 1/428.
[2211]:- شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب المخزومي الهذلي، قاضي المدينة وإمام أهلها في القراءات، وكان من ثقات رجال الحديث. ينظر تهذيب التهذيب: 4/377، وخلاصة تهذيب الكمال: 142.
[2212]:- سقط في ب.
[2213]:- سقط في ب.
[2214]:- ينظر المحرر الوجيز: 1/235، الدر المصون: 1/ 428، البحر المحيط: 1/645.
[2215]:- ينظر المحرر الوجيز: 1/235.
[2216]:-ينظر البحر المحيط: 1/645.
[2217]:- سقط في ب.
[2218]:- ينظر مصادر القراءة السابقة.
[2219]:- سقط في ب.
[2220]:- ينظر: مصادر القراءة السابقة.
[2221]:- ينظر ديوانه: ص 242، وخزانة الأدب: 1/ 84، 85، وشرح المفصل: 9/ 7، 94، ولسان العرب (وحد)، وكتاب الصناعتين: ص 182، والصاحبي: (431)، أمالي الزجاجي: (225)، فقه اللغة للثعالبي: 344، والدر المصون: 1/429.
[2222]:- تقدم برقم 813.
[2223]:- ينظر الحماسة: 1/93، وأمالي القالي: 1/85، ومعجم الشعراء: (263)، وحاشية الكشاف: (2/ 256) والدر المصون: 1/429.
[2224]:- سقط في ب.
[2225]:-ينظر المحرر الوجيز: 1/235، والبحر المحيط: 1/646، والدر المصون: 1/429.
[2226]:- ينظر المحرر الوجيز: 1/235، والدر المصون: 1/429.
[2227]:- ينظر البحر المحيط: 1/ 646.