قوله تعالى : { واذكر أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بالأحقاف . . . } الآية لما ذكر دلائل النبوة والتوحيد وكان أهل مكة بسبب استغراقهم في لذات الدنيا أعرضوا عنها ولم يلتفتوا إليها لهذا{[51004]} السبب قال تعالى في حقهم : { وَيَوْمَ يُعْرَضُ الذين كَفَرُواْ عَلَى النار أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدنيا } [ الأحقاف : 20 ] فلما كان الأمر كذلك بين أن قوم عاد كانوا أكثر أموالاً وقوةً وجاهاً ، ثم إن الله تعالى سلَّط عليهم العذاب بكفرهم وذكر قصتهم ليعتبر بها أهل مكة فيتركوا الاغترار بما وجدوه في الدنيا ويقبلوا على طلب الدين الحق{[51005]} فقال : «وَاذْكُرْ يا محمد لقومك أَخَا عَادٍ » أي هوداً عليه الصلاة والسلام .
قوله : { إِذْ أَنذَرَ } بدل من «أخا » بدل اشتمال وتقدم تحقيقه . وقوله { بالأحقاف } هي جمع حِقْفٍ وهو الرمل المستطيل المعوجُّ{[51006]} ومنه احْقَوْقَفَ{[51007]} الهِلاَلُ ، قال امرؤ القيس :
4454 فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وَانْتَحَى *** بِنَا بَطْنُ حقْفٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ{[51008]}
قال ابن عباس ( رضي الله عنهما ){[51009]} وادٍ بين عمان ومَهْرة . وقال مقاتل : كانت منازل عاد باليمن في حضرموت ، بموضع يقال له : مَهْرَةَ إليها تنسب الإبل المَهْرِيَّة ، وكانوا أهل عُمُد سيارة في الربيع فإذا العُود رَجَعُوا إلى منازلهم وكانوا من قبيلة إرَم ، وقال قتادة : ذكر لنا أن عاداً كانوا حياً من اليمن كانوا أهل رمل مشرفين على البحر ، بأرض يقال لها الشِّحْر{[51010]} .
قوله : { وَقَدْ خَلَتِ } يجوز أن يكون حالاً من الفاعل ، أو من المفعول والرابط الواو ، والنُّذُر جمع نَذِيرٍ ويجوز أن يكون معترضة بين «أَنْذَرَ » وبين «أَنْ لا تَعْبُدُوا »{[51011]} أي أنذرهم بأن لا .
وقوله : { مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ } أي مضت الرسل من قبل هود ومن خلفه أي بعده . ( والمعنى{[51012]} أعلمهم أن الرسل الذي بعثوا قبله والذين يبعثون ) بعده كلهم منذرون نحو إنذاره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.