اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن تَقُولَ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا} (5)

قوله : { وَأَنَّا ظَنَنّا } أي : حسبنا { أَن لَّن تَقُولَ الإنس والجن عَلَى الله كَذِباً } .

" أنْ " مخففة ، واسمها مضمر والجملة المنفية خبرها ، والفاعل بينهما هنا حرف النفي ، و " كذباً " مفعول به ، أو نعت مصدر محذوف ، أي : قولاً كذباً .

وقرأ الحسن{[58117]} والجحدري وأبو عبد الرحمن ويعقوب : " تقَوَّل " - بفتح القاف والواو المشددة - وهو مضارع " تقوَّل " أي : كذب ، والأصل : تتقوَّل ، فحذف إحدى التاءين ، نحو " تذكرون " . وانتصب " كَذِباً " في هذه القراءة على المصدر ؛ لأن التقول كذب ، فهو نحو قولهم : " قَعدْتُ جُلُوساً " .

ومعنى الآية : وأنَّا حسبنا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذباً ، فلذلك صدقناهم في أن لله صاحبة وولداً حتى سمعنا القرآن وتبينا به الحق .

وقيل : انقطع الإخبار عن الجنِّ - هاهنا - فقال الله تعالى جل ذكره لا إله إلا هو- :{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنس }


[58117]:ينظر: المحرر الوجيز 5/380، والبحر المحيط 8/341، والدر المصون 6/391.