اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّـٰفِعِينَ} (48)

قوله : { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشافعين } ؛ كقوله : [ الطويل ]

4973 - عَلَى لاَحِبٍ لا يُهتَدَى بِمنَارِهِ *** . . . {[58588]}

في أحد وجهيه ، أي : لا شفاعة لهم فلا انتفاع بها ، وليس المراد أن ثمَّ شفاعةً غير نافعة كقوله تعالى : { وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارتضى } [ الأنبياء : 28 ] الآية .

وهذه الآية تدلُّ على صحة الشفاعة للمذنبين من هذه الأمة بمفهومها ؛ لأن تخصيص هؤلاء بأنهم لا تنفعهم شفاعة الشافعين يدلُّ على أن غيرهم تنفعهم شفاعة الشافعين .

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : يشفع نبيكم صلى الله عليه وسلم رابع أربعة : جبريل ، ثم إبراهيم ، ثم موسى ، أو عيسى ، ثم نبيكم صلى الله عليه وسلم ثم الملائكة ، ثم النبيون ، ثم الصديقون ، ثم الشهداء ، ويبقى قوم في جهنم ، فيقال لهم : { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } ؟ قالوا : لم نك من المصلين ، إلى قوله : { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشافعين } .

قال عبد الله بن مسعود : فهؤلاء الذين في جهنم{[58589]} .


[58588]:تقدم.
[58589]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/319) عن ابن مسعود.